اخر الاخبار

تعودنا على حب فرق الدوري الممتاز العراقية وعشقنا فرقا بعينها ولاعبين متميزين وأسماء كبيرة في سماء الملاعب البغدادية وغيرها في ملاعب وساحات المدن العراقية وظلت أسماؤهم ترن في آذان الجماهير حتى إلى سنوات طويلة وكانت أولى الفرق العراقية القوة الجوية والحرس الملكي والشرطة، وقد الغي فريق الحرس الملكي رغم قوته وضمه لاعبين كبار لأنه بدأ يثير حفيظة الجماهير الوطنية مطلع خمسينات القرن العشرين. وكان لفريق الشرطة أنصاره وكذلك لفريق الفرقة الثالثة مشجعوهم ولفرق مصلحة نقل الركاب ولفريق امانة العاصمة عشاقهم، وكان للبصرة وفريق الميناء أنصاره ولكركوك ولفريق الفرقة الثانية، وهكذا بقيت الفرق البغدادية قبل ان يبدأ وينطلق الدوري العام وتحصل به نقلة نوعية وتطور كبير حيث ازدادت فرق المحافظات المشاركة في الدوري العام وتطور الحضور الجماهيري وازدادت جماهيرية فرق المحافظات وبدأت بعض مظاهر التعصب والتشجيع المنفلت، وقد افرز هذا الواقع ظواهر جديدة وغريبة ومفاجئة لم يعتدها جمهورنا الحبيب، حيث بدأت تصرفات بعض روابط الفرق وخاصة تلك الفرق الجماهيرية بالتدخل في شؤون فرقها الفنية والإدارية وبشكل حاد وبأساليب متنوعة منها التدخل بتسمية مدربين لهذه الفرق او عزل مدربين. وبهذا بدأوا بتشكيل (لوبيات) خاصة بالتدخل في شؤون فرقها.

وهذا الحال برز بشكل واضح خاصة في الفرق الجماهيرية التي تعشقها روابط وجماهير واسعة ومنها نادي الزوراء ونادي القوة الجوية والشرطة والطلبة، إضافة إلى بعض اندية المحافظات مثل نادي الميناء ونادي النجف والديوانية وزاخو واربيل وربما فرق أخرى، وقد تميزت جماهير هذه الفرق بحضور المباريات وتشجيع فرقها بحدة وعصبية وتفكر بالفوز ولا شيء غير الفوز، وقد كان أغلب هذه الفرق قد طورت واقعها الجماهيري حيث نظمت لنفسها روابط للمشجعين وقد رحبت بتصرفاتها من التشجيع المجرد اولاً وانتقلت إلى المساهمة بالملاحظات ثم الانتقاد وبالتالي التدخل في حياة اللاعبين والفرق ثم الوجود في بعض الإدارات والتدخل في اختيار هذا اللاعب او ذاك او في اختيار هذا المدرب وغيره او اسقاط او افشال ذاك المدرب لعدم رغبتهم به. وهذا ما جرى واضحاً عند الفرق الجماهيرية وقد انتقلت عدواها إلى بقية فرق الدوري في المحافظات.

احبتي يا جماهير الأندية العراقية رفقاً بفرقكم المشاركة في مسابقات الدوري العراقي نناشدكم باسم الرياضة وعلاقاتها الإنسانية وندعوكم إلى احترام فرق انديتكم وتفانيكم في حب هذا الفريق او ذاك ولكم كل الحق ان تساندوه، ولكن لا تتدخلوا في تفاصيل العمل الفني والإداري لأن هذا سيسبب خسارة كبيرة لأنديتكم وضياعا لمشاعركم وعواطفكم تجاه فرقكم التي تسعدكم في أدائها ونتائجها. فالتدخل في الجوانب الفنية هي من اختصاص الكادر التدريبي والتدخل في العمل الإداري سيجعلكم تبتعدون عن هواياتكم ودوركم وتضيعون بالتفاصيل التي انتم تجهلونها فدعوا ذلك لأصحاب الشأن فنياً وادارياً اما ان تضيعوا بالتفاصيل فأنها خسارة كبيرة لكم ولأنديتكم. تمتعوا بالأداء الفني وشجعوا بلا تعصب وتمتعوا بالروح الرياضية وشجعوا اللعب والأداء الجميل وسيكون الفوز حليفكم. وسيكون لقاؤنا في الموسم القادم.

عرض مقالات: