اخر الاخبار

العمل الرياضي هو اختصاص نوعي يتطلب من المشاركين فيه والمساهمين في تفاصيله ان يبذلوا كل الجهود والمعارف التي اكتسبوها والخبرات التي حصلوا عليها وما تعلموه في هذا الوسط، عليهم ان يوظفوه ويضيفوا عليه من خبراتهم وتجاربهم الميدانية الشيء الكثير، لان الرياضة وحركة الشباب تتطلب العمل فيه ومن خلاله المعرفة العلمية والخبرات الميدانية والتجارب العملية والنزاهة ونظافة اليد والتضحية للوطن ومن أجله. فكان الرعيل الأول من مدرسي ومعلمي التربية الرياضية في المدارس الابتدائية والثانوية والبعض من العاملين في مؤسسات الجيش والشرطة قد قدموا نماذج رائعة في الإخلاص والنزاهة والمعرفة بالاختصاص ضمن الحدود الدنيا من العلمية والخبرات العملية والميدانية، وكانوا نموذجاً للإبداع والسمو الأخلاقي والمبدئية العالية، واستطاعوا أن يقدموا نماذج حية وشجاعة واسسوا رياضة مثالية في ظل تلك الإمكانيات المتواضعة وتلك الملاعب البسيطة والقاعات الرياضية المحدودة والأندية الفقيرة.

 لكننا اليوم نعاني من تراجع الواقع الرياضي وخاصة خلال العقدين الماضيين على الرغم من تزايد كليات التربية الرياضية اكثر من ثلاثين كلية متخصصة بعلوم الرياضة والتي تخرج الآلاف من الخريجين إضافة الى عشرات الكليات التي تساهم في تخريج أفواج من حاملي الشهادات العليا (دكتوراه وماجستير ودبلوم عالي). وعلى الرغم من ذك وجدنا ان رياضتنا قد تراجعت وان ابطالنا عجزوا عن المواصلة (وانكمشوا) في المنافسات وان هؤلاء الآلاف من خريجي كليات التربية الرياضية تعذر عليهم القدرة على المنافسة وتقديم الابطال واحراز البطولات، والسبب الرئيسي لهذا الواقع المر هو ضعف كفاءة هؤلاء وعدم توفر المواهب والابداعات مما وضع الأكثرية منهم خارج القدرة على المنافسة والابداع، ولأن الكثير منهم تسلق الى هذا الموقع (بالواسطة) من قبل جهات لا تؤمن بالموهبة والاستحقاق الرياضي.. وقد أدى هذا الحال الى تراجع المستوى الرياضي وعز على رياضتنا ان تكتشف بطلاً موهوباً وان تضع رياضيا بارزاً ممكن ان يقدم للوطن انجازاً جديداً مثلما كان الكثير من ابطال ونجوم رياضة العراق قد قدموه في ستينات وسبعينات القرن الماضي. 

وبهذا يتطلب من الجهات المختصة ان تعيد النظر بالواقع التعليمي وان لا تفتح المجال أمام كل من هب ودب للقبول في المجالات الإبداعية دون المواهب والكفاءات الرياضية، وبهذا نضمن وصول النوعيات المتميزة والقادرة على تقديم الأفضل والاحسن في مجالاتها وخاصة الرياضية والفنون، يضاف الى ذلك مساهمة هذه المؤسسات الاكاديمية الرياضية بصناعة القيادات الرياضية المؤهلة لقيادة العمل في المؤسسات الرياضية مثل الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وممثلياتها، وان توفير هذه القيادات الرياضية الناضجة ستساهم ببناء مؤسسات ناجحة وقادرة على قيادة مختلف الألعاب الرياضية، لأن النجاحات الإدارية التي تتحقق ستساهم بتطوير الالعاب الرياضية كما أننا نواجه اليوم وبهذه الفترة بالذات فشلاً واخفاقاً كبيراً في إدارة المؤسسات الرياضية لعدم وجود اختصاص ميداني بهذا العمل. ولهذه الأسباب نجد ان الفشل والاخفاق موجود في رياضتنا ونحن في الصف الأخير من بلدان العالم.

لذا أقول لأحبتي من المعنيين بالقطاع الرياضي والشبابي عليكم بإصلاح الحال وقطع الطريق على المتسلقين وإعطاء الكفاءات من الأكاديميين والخبراء ونشطاء الرياضة والمختصين المواقع المستحقة لبناء رياضة عراقية متطورة لأن الرياضة لا يبنيها الا أهلها.

عرض مقالات: