اخر الاخبار

يدور حديث عام وصريح بين المختصين والعاملين في القطاع الرياضي عن الفشل والاخفاق في الرياضة العراقية منذ عقود طويلة، وخاصة في مرحلة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري، حين تعرض القطاع الرياضي إلى بروز ظواهر جديدة وتصفية حسابات مثلما حصل في بقية القطاعات الحياتية الأخرى. ومع انشغال الحكومات المتعاقبة خلال العقدين الماضيين وعدم اهتمامها بالقطاع الرياضي مما أبقاه مهملاً.

ان الكثير من المختصين بالشأن الرياضي يؤكدون على ان اغلب العاملين في قيادة المؤسسات الرياضية سواء في الأندية او الاتحادات واللجنة الأولمبية وممثلياتها وغيرها من المواقع، دون المستوى المطلوب لأسباب متعددة منها قلة الخبرة وانعدام الكفاءة والتحصيل العلمي المناسب، وبسبب انشغال الحكومات المتعاقبة على السلطة بعد التغيير في 2003، اعتمد العمل الرياضي على الكثير من العناصر غير الكفوءة وغير النزيهة والطارئة على العمل الرياضي واعتمادها على ولائها لأحزاب وطوائف وجهات متسلطة قفزت إلى مواقع المسؤولية من دون وجه حق، ونتيجة لذلك فقدت الرياضة رونقها واهتز المستوى الفني لفرقنا والعابنا بكافة اشكالها.. وبدت انديتنا الرياضية بائسة وملاعبها مقفرة وفقيرة.

وهنا نؤكد على ضرورة واهمية العمل الجماعي والبدء مع الصغار والبراعم وضرورة انشاء مدارس واكاديميات رياضية متخصصة والعمل وفق قاعدة (خذوهم صغاراً).

أتذكر في نهاية سبعينات القرن الماضي كان لدينا الكثير من خبراء التدريب الرياضي في الكثير من الألعاب، واتذكر اننا كنا جالسين في ملاعب كلية التربية الرياضية في الجادرية وكان أحد العاملين من الخبراء الأجانب جالساً معنا وسألناه: “أنك سوف تغادر العراق بعد أيام وأصبحت لديكم تجربة ومعرفة بالواقع الرياضي العراقي، فكيف ترى واقعنا الرياضي وكيفية تطويره؟” اجابنا: “انا اغادركم وعملكم جيد واقولها لكم اقلبوا هذا الواقع بشكل كامل حتى يكون صحيحاً”. لقد كان هذا الخبير على حق عندما حدثنا بهذه الطريقة لأننا كنا وما زلنا نعمل بطريقة (الارتجال) بينما العمل يتطلب التخطيط والعملية والبدء من بداية السلم وليس من منتصفه او نهايته. 

وهنا اود ان اذكر كل المتصدين للقطاع الرياضي والعاملين فيه والمسيطرين عليه من الوطنيين والشرفاء ان يبذلوا كل الجهود من اجل العمل على تصحيح مسار القطاع الرياضي ابتداء من تشريع القوانين الرياضية التي تخص المؤسسات الرياضية من اندية واتحادات ولجنة اولمبية، على ان تقوم بذلك لجنة المختصين القانونيين والرياضيين ومن خلال ذلك دراسة واقع الأندية التي هي الرافعة التي تقوم عليها الرياضة. 

اما إذا جربنا العمل الناقص والمستعجل فننا سنواصل الفشل لأننا سنعمل على تدوير نفس الوجوه والاسماء ولا نستطيع تجاوز هذه المرحلة، وانا اراها المرحلة الأهم (مرحلة التأسيس) وعندها ستبدأ خطواتنا صحيحة ومتسلسلة.  

عرض مقالات: