اخر الاخبار

شاءت الصدف ان ازور “ردهة الطوارئ” مرتين خلال اسبوع واحد. المرة الاولى في مستشفى ابن النفيس. إذ نقلت أخي إلى طوارئها إثر تعرضه لجلطة قلبية. أما الثانية فكانت في مستشفى اليرموك، لمرافقة زوجتي بعد ارتفاع ضغط الدم لديها. 

في الزيارة الأولى، وبكل امانة، وجدت أن هناك اهتماما عاليا بالحالات الطارئة من قبل الكادر الطبي والموظفين الآخرين وحتى عمال الخدمة. فقد قام الاطباء خلال فترة وجيزة بمعاينة أخي وإجراء عملية القسطرة له، وإضافة شبكة (دعامة) إلى شريانه المغلق. كما وجدت أن ردهة الطوارئ تنظف وتعقم باستمرار، فضلا عن المعاملة الانسانية للمرضى ومرافقيهم.

اما في الزيارة الثانية فقد وجدت العكس، ابتداء من طريقة نقل المريض بالكرسي المتحرك، وقطع التذاكر مقابل مبلغ من المال، والتي من المفترض ان تكون مجانا. 

وبعد أن طلب منا الطبيب إجراء تخطيط للقلب في ردهة الطوارئ، انتظرنا المعني بهذه العملية، لكنه لم يحضر، فتوجهنا إلى الممرضة الموجودة كي نبلغها بذلك، لنجدها جالسة وتتعامل مع الحالات الطارئة تعاملا غير إنساني!

الاغرب من ذلك، عندما طلب منا الطبيب اجراء تحليل للدم في مختبر المستشفى، قمنا نحن بأنفسها بنقل أنبوبة الدم إلى المختبر. فالممرض الذي سحب الدم لزوجتي، سلمنا الأنبوبة وبقي يسير معنا إلى المختبر، وعند وصولنا إلى الباب أخذ الأنبوبة منا وطالبنا بالعودة للطوارئ، وحتى الآن ليس لدي تفسير لهذه الحالة!

اما حال الردهة فيرثى له. إذ لا نظافة ولا تعقيم ولا أغطية فوق الأسرة، فيما المواد الطبية المستخدمة، مثل القطن والشاش، متناثرة على الأرض والأسرة!

أتساءل: متى تنتهي معاناتنا من الواقع الصحي المتدهور؟ ولماذا هذا الاختلاف في التعامل بين مستشفى وآخر، والذي المفترض أن يكون تعاملا واحدا، خاصة مع الحالات الطارئة التي تتوقف عليها حياة الإنسان؟ 

لكنني لم أعد استغرب وجود حالات سلبية مثل هذه في ظل الفساد المستشري وعدم وجود رقابة من قبل إدارات المستشفيات ووزارة الصحة!