اخر الاخبار

في كل المشاركات العراقية الرياضية التي كثيرا ما أخفقنا بها ولم نحقق النتائج المرجوة كان المسؤولون والمعنيون بهذه الوفود يؤكدون على السعي لإصلاح الواقع الرياضي والبحث عن الأسباب والمسببات لهذا الإخفاق او ذاك، وانهم سيسعون لإصلاح الحال ويعالجون الفشل، وما ان يتجاوز المسؤولون المعنيون هذا الإخفاق فانهم سرعان ما ينسون ما وعدوا به أنفسهم (وتعود حليمة إلى عادتها القديمة). ولنا شواهد ودلائل كثيرة عما حصل ويحصل، فقد حدثني الرائد الرياضي والمشارك في دورة روما الأولمبية عام 1960 العداء خالد توفيق لازم قائلاً: “ بأنه كانت مشاركة الوفد العراقي في الدورة أعلاه بعد ثورة 14 تموز 1958 وكانت مشاهداتنا للتطور الرياضي العالمي مثيرة للأعجاب وخاصة في بلدان المنظومة الاشتراكية وكنا نمني النفس بأن نحقق ما حققه الآخرون وخاصة في مجال العمل مع الأطفال ولجميع الألعاب، ولكن ما أن عدنا إلى الوطن بعد انتهاء منافسات الدورة حتى نسينا ما افتقنا عليه، فلا اصلاح ولا تطبيق وكان كلامنا هواء في شبك”. 

فقد اعتمدت الكثير من بلدان العالم المنهج والأسلوب المفضي إلى النجاح وتحقيق الإنجاز، حيث اسسوا مراكز تدريبية للصغار ومدارس تخصصية لمختلف الالعاب واختاروا أفضل المدربين والكشافين الاذكياء، وبالتعاون مع إدارات هذه المراكز تألقوا ونجحوا في مهماتهم وقدموا اجيالا من الابطال والمواهب و (الفلتات) الرياضية التي كان لها ابداعات ونتائج مذهلة وكسبوا الميداليات والبطولات. 

وبسبب هذ العمل وتلك الخطوات قدم الصغار عمرا والكبار بعطائهم وحبهم وكفاحهم وتدريباتهم وتألقهم، شهادة وسر نجاحهم وتفوقهم وكانوا فعلا اهلا للمسؤولية وأصبحوا ابطالا ونجوما للرياضة والألعاب. 

ولكننا مع معرفتنا بهذه الأسرار والخطوات الا اننا تكابرنا ولا نبدأ الا في منتصف الطريق او نهايته وما زلنا لا نعرف ان صناعة البطل الرياضي هي مهمة شاقة وطويلة تتكفل بها جهات مسؤولة وحكومية وترسم لها خطوات مدروسة عن طريق عاملين على مستوى رفيع من الخبرات الوطنية والدولية.

عليه نقول لأحبتنا قادة الرياضة العراقية عليكم أن تدرسوا الواقع الرياضي والمؤسسات العاملة فيه وامكانياته وشخوصها والقائمين عليها وعدم ترك العمل الرياضي وصناعة البطل للصدفة والعمل الارتجالي والعفوي، بل انها مهمة وطنية تتطلب جهودا متواصلة ولفترات طويلة، ولا مكان للفوضى والارتجال، بل للعلم والمعرفة والتخطيط المدروس كما هو الحال في بلدان العالم المتقدم.

عرض مقالات: