للشاعر..
تفتح شبابيـﭻ الروح
مراية زمن
صامت وطن
لا والوطن ..
ماكسروا مراياتك)
النص الشعري شكل من اشكال الوعي الاجتماعي الخالق للابداع من خلال منتج يمتلك القدرة على التفاعل المجتمعي ومسايرة التطورات والمتغيرات الحضارية بوعي متجدد.. والشاعر رياض النعماني الذي تميزت قصائده بإنسياقها والعرف المألوف للقصيدة الشعبية المكتظة بالهم الوجداني والمؤطرة بلوعة الغربة(الداخلية والخارجية) .. يعد من الشعراء الذين حملوا راية التجديد (مبنى ومعنى)..فهو في جميع اشتغالاته الشعرية من الناحية الفنية ينفتح على مستويين فنيين متداخلين:اولهما مستوى الصورة التي هي كيان عضوي يتوالد بالحدس النافذ الى روح الاشياء..وثانيهما مستوى اللفظ المنتقى ..البعيد عن الضبابية والمنسجم وسياق الجملة الشعرية..
مثل الآه …
خصرك ناحل … وكلش طويل
إشكثر … مثل الآه
إي والله …
وألله …
اللي تعب بي جم سنه وسوّاه
من شافه بهت
ومن الفرح ، مجنون صاح :
إشكد حلو هذا الخصر …. ألله … يا ألله !!!!!
فالخطاب الشعري عند الشاعر يتفرد بخصوصية تكمن في حلولها داخل الوجود المجتمعي الذي جعلها جزءاً من خطابه واسئلته ..فضلا عن ان تفاصيل الصورة الغرائبية ودرامية المضمون تنفد الى الواقع المعاش لتستمد حضورها الجمالي منه...
هنا صار الكون
والحب إنولد..
هنا
بس هنا
نجمات السما بلايه عدد
تريد تنحب ، وتحب ، وتريد تحيا
إغرك بدجلة ..تبقى حي للأبد
فالنص بمجمل دلالاته يكشف عن الحالة الشعورية والنفسية للمنتج (الشاعر) باسلوب دينامي.. وعمق دلالي.. يتداخل والسياق المجتمعي بقدرة تعبيرية مختزلة لتراكيبها الجملية التي تستنطق اللحظة الشعورية التي تمنح النص صورة حركية وتضفي عليه صفة نغمية مضافة تبعا للسياق النفسي والانفعالي وتناسقهما وفقا لطبيعة التداعي الذي يكشف عن اللحظة الشعرية التي تفردت باتساق بنائها الفني..
وبذلك قدم المنتج(الشاعر) النعماني الذي تحتفظ له الذاكرة الجمعية بقصائد واغان لها وقعها في الذات المستهلكة(المتلقية)منها: اخاف اعليك لا ينخطف لونك ويوم الما اشوفك وبستان البنفسج وعيني ياعراق وشيلي تمر بالليل نجمة بسمانه/بوية كظة الي جان يحسب كظانه.. نصوصا شعرية متعددة الاشتغالات والمستويات الصياغية (الاسلوبية) والبنائية وعلى مستوى المضمون.. اضافة الى دقته في اختيار المفردة وخلق الدهشة الاسلوبية.. وهذا كله تمثل في اصداراته الشعرية: امام الورد/مقام الفيروز/رذاذ على جبين غزالة..