اخر الاخبار

حين طلبت مني زوجتي جلب الخضراوات التي تدخل في إعداد “مرق السبزي”، سجلت أسماءها على ورقة مسودة كي لا أنساها، وهي – أذكرها للصالح العام – تضم “الشبنت” و”الكزبرة” و”الكراث” و”السبانخ” و”الجعفري”.

وبلمح البصر، ذهبت إلى السوق ووقفت أمام بائع الخضار، وطلبت منه الخضراوات حسب القائمة. لكنه فاجأني بأسئلة: هل تريد باقة واحدة من كل نوع؟ هل أضع لك كمية لإعداد مرق يكفي نفرا واحدا أم أكثر؟ هل تريد جميع هذه الأصناف أم بعضها؟

فأجبته: انتظر لحظة.. سأتصل بالحجية كي أتأكد!

وفعلا، أجابتني الحجية وحددت الكمية المطلوبة، فأخبرت البائع وأعطاني حسب الطلب. لكن بعد عودتي إلى المنزل، تفاجأت بأني نسيت “الكراث”! فقالت لي الحجية: ارجع للبائع، يبدو أن حسابه لم يكن دقيقا!

هذا الأمر حدث مع صديق مغترب جاء من السويد، فطلب مني مرافقته إلى دائرة الأحوال المدنية، لغرض الحصول على صحة صدور لهوية زوجته القديمة، واستبدالها بالبطاقة الوطنية الجديدة. لكن ما حصل معنا في الدائرة ذكرّني بموضوع “مرق السبزي”.

في الاستعلامات وجهونا للذهاب إلى الموظف باسم في قسم الصادرة والواردة. وقفنا في الطابور، وحلّ دورنا، فطلب منا باسم استنساخ الاستمارة من خارج الدائرة.

 أتممنا الاستنساخ وعدنا إلى باسم، فوجهنا للذهاب إلى الرائد صفاء، الذي وجهنا هو الآخر لمراجعة السيد عباس.

حين وصلنا إلى الأخير، سلمناه الكتاب والاستمارة، ففاجأنا بالقول: هذه النسخة من الاستمارة ليست هي المطلوبة! فقلنا له أن باسم هو الذي طلبها. فأجاب: غلط، أجلب نسختين من الكرفان الموجود عند باب الدائرة.

جلبنا الأوراق المطلوبة مرة أخرى إلى السيد عباس، فأمرنا بالذهاب إلى النقيب المصرح، وبعده إلى العقيد مدير المركز، ومنه إلى باسم الذي قال لنا أن المهمة تمت، فختم المعاملة وأدرجها ضمن المعاملات الصادرة. لكنه سأل: أين الظرف؟ بسرعة أجلبا لي ظرفا من “كشك الشاي” في الخارج بربع دينار!

نصيحة: “اثنين لا تمشي بيهن.. مرق السبزي وصحة الصدور”!

عرض مقالات: