اخر الاخبار

ذات يومٍ عندما كنت في الابتدائية كتبت بيت شعرعلى حائط بيت خالي، يوم كنا نسكن في قرية جنوب القلب، وما أن عرف خالي بالأمر حتى قامت الدنيا ولم تقعد ، أخذ يوبّخني ويتوعّدني بالويل والثبور إن لم أقم بمسحه وغسل الحائط قائلاً :

ــ من المعيب وغير اللائق أن تكتب على الحيطان ، لأنها تعكس جهلك بالجمال والحضارة !!

منذ ذلك اليوم وأنا لم أكتب حرفاً على حائطٍ .

تذكّرت قول خالي العامل البسيط، وأنا أشاهد ما يعتري حيطان أبنية المدارس والدوائر الحكومية والمحلات والبيوت وغيرها من عبارات وشعارات ورسوم وكلام غير لائق يغيّر منظرها، إذ أن ما يُكتب عليها في بعض الأحيان يخدش حتى الذوق العام، ناهيك عما نقرأه من عبارات على السيارات وعربات الحمل وكأنها أصبحت لوحات إعلاناتٍ ونشراتٍ جدارية لكل ما يريد صاحبها  !!

فالأمثال وأبيات الشعر الشعبي والكلمات غير اللائقة وحتى النابيّة وما يثير الضحك والاشمئزاز في وقت واحد، عبارات تخلو من الذوق والمعرفة ومليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية، إضافة إلى  ما تشكل من منظرٍ بشع  للحيطان وما تعطي من انطباع سيء عن كاتبها !!

لهذا علينا أن نراعي الذوق العام أولا، وان نعرف إن الحيطان جزءٌ من صورةٍ أخرى لثقافتنا، وما يُكتب عليها يؤثّر بشكل سلبي ويعطي انطباعا مغايرا عن أبناء هذه المدينة او تلك. وعلينا أن نعي دائما انه إذا أراد احدنا أن يُعلن عن بضاعته أو شركته أو أي شيء آخر، فما عليه سوى أن يكتب لافتةً بخطٍ جميلٍ يسّر الناظرين ويعلّقها في مكان مناسب ، لأنه من غير المعقول الإعلان عن مدارس أهلية على حائط مدرسة حكومية، أو اكتشاف  موهبتنا في الشعر والخطّ بعبارات وأشعارٍ نابية تخدش الحياء من خلال كتابتها على الحيطان!! بالإضافة إلى تشويه مناظرها، توسيخها  بالأصباغ والسخام والطباشير وجعلها تعكس صورة  بعيدة عن الجمال والذوق !!!

علينا أن نطرّز الحيطان بالمناظر الجميلة واللوحات الفنية المعبّرة ، ونهيئ أماكن خاصة هنا وهناك للإعلانات فقط.

ولنعرف أن في كل دول العالم  قوانين تمنع أفعالا كهذه، وتعتبرها جزءاً من التخريب والتشويه، كذلك لنكون شعبا يرتقي بذوقه وفنه وحضارته، ونلتفت إلى محاربة الفاسدين والمتآمرين وسارقي قوتنا، ومن يحاربوننا في كل شيء حتى في المأكل والملبس والمسكن من خلال رفعهم الأسعار وغيرها!!

 فلنكشف زيف هؤلاء ونجعل من وطننا حرا كريما مهابا، وشعبنا يرفل بالسعادة والهناء والجمال دائما.

عرض مقالات: