اخر الاخبار

تنتهي بعد ايام امتحانات أبنائنا التلاميذ لنصف السنة الدراسية الحالي، وتبدأ العطلة الربيعية ، وسينسى الممتحنون ما مر عليهم من قلق ونكدٍ وعقباتٍ وسوءِ تصرفٍ بكل شيء في التعليم، والخوف من الوباء ، وتحضير الدروس، وتعامل المدرسين معهم ، ومؤهلات المدارس من مرافق وحمّامات، وانعدام وسائل الإيضاح، وعدم استيعاب الصفوف،  وقلّة عدد الرحلات وما شابه ذلك .. كل هذا نتركه جانباً ، ونبدأ فصلاً جديداً علّه يكون أفضل من سابقيه !

سيأتي أحدهم ويقول: وكيف نجعل منه جديداً، وهو الجديد طبعاً ؟!

أجيبه :ــ أنا لا أقصد جديدا بأيامه المقبلات ومواده ومناهجه ( كورس ثانٍ ) ، بل جديد بالتفكير الصحيح والعمل على جعل مدارسنا مشاعلَ نورٍ ومنابرَ فكرٍ وأخلاقٍ ومحبةٍ وعلمٍ حقيقيةٍ في كل مجال لتنير الدرب للمستقبل حتما بكلّ ما له وما عليه ، والتفكير الصحيح هو وضع آلية عمل جديدة تبدأ من مراجعة المناهج ما لها وما عليها ، وتشكيل لجنة متخصصة تدرسها بشكل جدّي وخلال أيام قلائل  لتضع ملاحظاتها وتقويمها عليها ، كي يبدأ العمل بها وعلى وفق  تعليمات توزع على التربيات والمدارس ثم العمل على طبع مناهج جديدة حسب التعليمات هذه على أن تواكب تطوّر العصر والعمران والحضارة والعلم في كل مكان ، لا أن تبقى على حالها وكأننا ما زلنا في أواخر القرن العشرين لم نتحرك قيد أنملة !

كذلك جرد احتياجات المدارس من كتب وقرطاسية ورحلات ووسائل إيضاح، إضافة إلى الكشف عن المدارس القديمة والآيلة إلى السقوط والتي تحتاج إلى ترميم، والبدء بترميمها وتهيئتها للفصل المقبل، كما نقوم بفتح دورات تطويرية سريعة للمعلمين والمدرسين والعمل وفق تعليمات التدريس الحضاري المعمول به في كل دول العالم، أو المدارس الأهلية عندنا، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا التدريس والتعليم في المدارس الأهلية أفضل من الحكومية ؟! والجواب معروف للجميع، لكنني أتمنى أن تكون الحكومية قدوةً ونبراساً للأهلية لا العكس طبعا!

إذا استطعنا أن نجعل من مدارسنا الحكومية ومناهجنا الدراسية نبراساً ومناراً حقيقياً للمستقبل بكلّ ما فيه سنكون قد خدمنا ناسنا ووطننا وأجيالنا القادمة بشكل صحيح جداً، وسوف يذكرنا التاريخ بفخر واعتزاز، وبصفحات الشرف الأولى، لا أن تُسجَل أسماؤنا في الصفحات السود ويُكتب تحتها هؤلاء دمّروا التربية والتعليم وأخّروا مستقبل الأجيال القادمة عشرات السنين وستلاحقنا اللعنات إلى ما لانهاية!

كل ما أتمناه أن تكون أول صباحيات الفصل الدراسي المقبل مفعمة بالمحبة والتفاؤل والبدء بحياة دراسية تليق بتاريخ العراقيين حتما، وأن نضع أبناءنا التلاميذ في القلوب وحدقات العيون لأنهم مستقبلنا ومستقبل الوطن، وان يكون انتماؤنا للوطن حقيقيا وعشقاً صادقاً حتى النفس الأخير!

عرض مقالات: