اخر الاخبار

وأنا أشاهد الفيديو الوثائقي للرفيقة شميران مروكل وما تخلله من مشاهد تمثيلية لفنانين عراقيين وفي مقدمتهم الفنانة سولاف، استحضرت في ذهني تلك الأيام العصيبة التي كان يمر بها الشيوعيون العراقيون، وما لاقوه من قسوة و وتعذيب وتصفيات وسواها من الممارسات الهمجية لطغمة البعث الفاشي، كان ينتابني مزيج من الألم والاحساس بالظلم، وفي نفس الوقت الشعور بالفخر والاعتزاز الكبير بالصمود المذهل للشيوعيين العراقيين وتشبثهم بمبادئهم وقناعاتهم، وهم يواجهون اعتى آلة قمع وحشية، لا تماثلها اخرى في بقاع الكون.

 وهذه القناعة بوحشية النظام البعثي قد لا تتوفر لدى العديد من غير العراقيين من العرب والأجانب، الذين كان فيهم حتى من يباركون ذلك النظام المجرم وأفعاله الفاشية، ويعرضون خدماتهم عليه وهم منزوعو الضمائر والقيم والإنسانية. وهؤلاء معروفون بالأسماء وبالبلدان التي ينتمون لها، وهم في الحقيقة المساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر بالنفخ في قربة طاغية العراق، ليتمادى من خلال أزلامه العتاة الذين ما زال كثيرون منهم موجودين في العراق، ويتمتعون بامتيازات على حساب المناضلين الشرفاء من العراقيين المناوئين لنظام البعث الدموي المجرم.

كانت لحظات من الألم الممض ونحن نتابع شهادة الرفيقة مروكل وما عانته من ملاحقات وعذابات وهي تقبع في زنازين البعث، و من سادية رجال الأمن الصدامي الأوباش.

كانت الفنانة المتميزة سولاف في غاية التمكن وهي تتقمص شخصية المناضلة الشيوعية إذ تتعرض لشتى صنوف التعذيب السادي.

وكان ما شاهدناه من قسوة زبانية النظام غيضا من فيض الممارسات التي أدت الى تصفية المئات، بل والآلاف من الشيوعيين العراقيين، بالإضافة الى منتمين كثر للأحزاب الوطنية الأخرى من يسارية ودينية وقومية وغيرها، حتى استدار الغول البعثي على اتباعه المقربين يلتهمهم واحدا واحدا.

هكذا كانت معاناة العراقيين الأحرار وهم يواجهون أساليب القتل الوحشية.

وكانت الرفيقة مروكل محظوظة لبقائها بعيدة عن أعواد مشانق البعث المعروفة، والتي أودت بحياة أفواج من الشهداء الأبرياء ومن كل الأعمار والأجناس والانتماءات.

عرض مقالات: