اخر الاخبار

وُجِدَت الرعاية الاجتماعية في كل دول العالم، من أجل حماية ورفع الحيف وانتشال المعوزين والأرامل والمطلّقات والعاطلين والمعوّقين من دوّامة الفاقة والحاجة، لهذا تجدها في أعلى سُلَّم الأولوية والاهتمام عند الحكومات التي تجعل مصلحة وإسعاد شعوبها فوق كل اعتبار مهما كان شكله وحجمه!

لكن في بلادنا تجري الأمور بعكس منطقها القانوني والعقلاني تماماً، حيث أن الأرامل والمطلّقات والمرضى والمحتاجين ومعهم فئة المتقاعدين الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن يقفون في آخر الطابور الذي لن ينتهي أبداً، لأنه لم يتحرك من بدايته، يعانون الأمرّين في إدارة شؤونهم الحياتية وكذلك يعانون أكثر حينما يراجعون الدوائر المعنية بهم دائماً!

إن الرعاية الاجتماعية ومنذ أكثر من سنتين لم تحرّك ساكناً لمن تم إكمال معاملته، إذ أنهم وفي كل مرة يجيبون السائل عن أسباب تأخر صرف المعونة لأصحابها المستحقّين الذين مضى أكثر من عام على إتمام معاملاتهم بلا يوجد صرف مالي، لأن التخصيصات المالية متوقفة!

يا للتساؤل الأجدى والطامة الكبرى ويا للعجب، التخصيصات المالية للبرلمانيين وسواهم ولهذا وذاك من الصرف غير المعقول متحركة وعلى مدار الساعة، فقط تخصيصات الرعاية الاجتماعية للأرامل والمطلّقات اللواتي يزداد عددهن كل يوم متوقفة، أيعقل هذا ؟!

أيّ وطن هذا الذي لا يعير أهمية لأبنائه المحتاجين ؟!

وأيّ وطن هذا الذي يترك نساءه الأرامل والمطلّقات على قارعة الطريق يتسولن لقمة العيش وقد تكون باهظة الثمن أحياناً ؟!

وأيّ وطن هذا الذي لا يراعي حرمة بنيه الذين خدموه طيلة سنوات شبابهم حتى عبروا الستين من العمر؟!

وأيّ وطن هذا الذي تعطيه كل شيء ولا يعطيك غير الألم والفاقة والعوز والقهر والتشرّد والنوم على الأرصفة ؟!

يا للوطن المنهوب من قبل مَنْ لا رغبة لهم سوى السيطرة على مقدّرات الناس ونهب خيرات البلاد كيفما كانت من خلال زرع الفتنة والطائفية والمحاصصة المقيتة وعدم التفكير إلاّ بما تتطلبه مصلحتهم الخاصة ؟!

ويا للوطن الغارق في فساد لم نقرأ مثيلا له في كل كتب التاريخ!

يا سادة يا كرام، وانتم تتشدقون بمحبة الوطن وخدمة أبنائه، ارحموا الناس من ما هم فيه وانتشلوا البلاد والعباد من هذا الخراب المستفحل، واعلموا أن الشعارات والخطب النارية لن تصنع بلداً، بل العمل الجاد والمخلص والنزيه هو الذي يرتقي بالبلاد ويجعلها في أعلى مراتب التقدم والازدهار والعمران، والأهم من كل شيء هو احترام الناس والعمل على إسعادهم لأن الإنسان هو أعلى رأس مال في الوجود، وكلّنا نعرف أن خير الناس منْ نفع الناس، لا مَنْ خدعهم وسرقهم!

الرعاية الاجتماعية مهمة جداً وبلدنا يعجُّ بأعداد هائلة من الأرامل والمطلّقات واليتامى والعاطلين، التفتوا إليهم وقوموا سريعا بحلِّ مشكلتهم لا تتركوها تتفاقم وتطوحهم الريح يمينا وشمالا، ولتنطلق التخصيصات المالية كي تفتح لهم بعضا من أبواب السعادة في الأقل !!

عرض مقالات: