اخر الاخبار

كان لاختيار محافظة السليمانية في إقليم كردستان عاصمةً للرياضة النسوية عام 2025 في العراق، ونتيجةً للاهتمام بالمرأة في إقليمنا العزيز، أثرٌ كبير في تقدم المرأة في أغلب مجالات الحياة، ومنها الرياضة. ولعل هذا التتويج لم يكن مجرد لقب تحصل عليه هذه المحافظة، بل تحول إلى شرف كبير لها وفرصة مواتية لبنات وسيدات هذه المحافظة المناضلة. ورغم أهمية الموضوع، فإنه يشكل فرصة لترسيخ موقع حواء في الخارطة الرياضية، وقد يكون حافزاً قوياً ومؤثراً في نهضة الرياضة النسوية وتقدمها في كردستان وباقي المدن والمحافظات العراقية.

إن اختيار محافظة السليمانية عاصمةً للرياضة النسوية لعام 2025 يفرض على المؤسسات الرياضية العاملة في العراق ـ مثل وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، والجامعات، ومديريات الرياضة الجامعية والمدرسية ـ أن تقدم دعماً ومجهوداً عالياً للنهوض بالرياضة النسوية، تعريفاً وتشريفاً بالمرأة التي تشكل نصف المجتمع. فهذا الشرف الكبير للسليمانية يتطلب من هذه الجهات إطلاق برامج رياضية محفزة، وتنظيم بطولات ومعسكرات تدريبية وندوات نقاشية متخصصة حول الرياضة النسوية وكيفية إحيائها وتنشيطها، مع التأكيد على دور المرأة في هذه المرحلة.

لقد أصبح الواقع الرياضي في إقليم كردستان فاعلاً وأساسياً، إذ تبنّت حكومة الإقليم دوراً مؤثراً في دعم وتشجيع الرياضة النسوية، ما دفع برياضة المرأة إلى الأمام. فالواقع الرياضي للمرأة في الإقليم يشهد تقدماً ملحوظاً بفضل إسهام الحكومة في تشجيع بنات الإقليم على الولوج إلى عالم الرياضة والألعاب، وهو ما حقق طفرات كبيرة ونتائج طيبة. وتزداد هذه الإنجازات أهمية مع الدعم الذي تحظى به الرياضيات من المدارس والكليات، إضافة إلى التشجيع الذي تقدمه العوائل الكردستانية، وهو ما شكّل ويشكّل دافعاً قوياً لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها.

الأمر المهم أن المؤسسات الرياضية المختلفة تساهم في دعم مشاركة الفتيات على اختلاف أعمارهن، وهو ما يضمن تواصلاً بين الأجيال في عطائهن. ويعد نادي "أفروديت" نموذجاً للعمل المؤسساتي في الإقليم، وداعماً أساسياً للرياضة النسوية، حيث تشرف عليه وتديره رياضيات سابقات، ويضم فرقاً لمختلف الفئات العمرية، إضافة إلى العديد من الأكاديميات والمدارس الرياضية التي توفر بيئة ملائمة وآمنة لتدريب الفتيات، ما يمنح العوائل الطمأنينة والثقة لإرسال بناتهن إلى ممارسة الرياضة.

وهنا أوجّه ندائي إلى قادة المؤسسات الرياضية مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية: أنتم مطالبون بتقديم الحوافز والمشجعات لبنات الوطن الرياضيات، إذ إن النموذج القائم في محافظة السليمانية يدفع برياضة المرأة نحو النجاح والرقي والتقدم، ويستلزم منكم دعماً ومساندة مادية وفكرية لإنضاج هذه التجربة وتعميمها على بقية المحافظات والمدن العراقية. فما تحقق في الإقليم ينبغي أن يكون حافزاً لبناتنا في الوسط والجنوب لتقديم نماذج متقدمة في ممارسة الرياضة بمختلف ألعابها، لأن الرياضة تشكّل دافعاً قوياً للمرأة لتحقيق النتائج والإنجازات.

إن الدعم والإسناد المقدمين للرياضة النسوية في الإقليم يجب أن يكونا حافزاً لبناتنا الرياضيات في عموم العراق، لدورهن البارز في المجال الرياضي. ويسرّنا هنا أن نبارك للسيدة ليلى محمد ونشد على يديها لدورها الكبير في هذه الفعاليات والنشاطات الرياضية النسوية، ومساهمتها في اختيار السليمانية عاصمةً للرياضة النسوية في العراق لعام 2025.

إن ما تناله السليمانية اليوم هو حق مستحق، بجهودها وحركتها واندفاعها في عالم الرياضة النسوية، وما أنجزته كردستان في هذا المجال، حيث باتت الكثير من اللاعبات العراقيات في مختلف الألعاب من بنات الإقليم، وهو أمر نفخر به كعراقيين جميعاً. كما أن البنية التحتية للرياضة النسوية في الإقليم تشهد تطوراً ملحوظاً، إذ تضم منشآت رياضية متخصصة، منها قاعات للجمباز، وأخرى للألعاب الفردية والجماعية مثل كرة السلة والطائرة، إضافة إلى المسابح ومراكز الكاراتيه والملاكمة. وهذه المنشآت تساعد بنات كردستان وتشكل حافزاً لنمو الرياضة النسوية وازدهارها سواء على مستوى الاحتراف أو الهواية، مع وجود مساعٍ لإنشاء أكاديميات رياضية متخصصة للفتيات.

إن طموحات السليمانية، ومعها عموم محافظات كردستان، تشهد تقدماً ورقياً في مختلف المجالات، ومنها الرياضة، وخاصة الرياضة النسوية، حيث تسعى بنات كردستان بجهود حثيثة إلى تطوير هذا القطاع، مع الدور المتميز في إنشاء بنى تحتية متطورة للألعاب النسوية.

ختاماً، نبارك لبنات كردستان من الرياضيات هذا التطور المشرّف والتعامل الإيجابي مع الرياضة النسوية، آملين أن يكون ذلك انطلاقة جديدة لمستقبل أكثر إشراقاً للرياضة النسوية في العراق.