رغم تصريحات أمانة بغداد ووعودها المستمرة بتشغيل مشاريع الماء الصافي وعملها بكامل طاقتها، الا ان أزمة المياه ما زالت مستمرة في العديد من احياء مركز بغداد واطرافها، ولم تعد أمرا طارئا، بل تحولت إلى واقع يومي يتكرر كل صيف دون حلول فعلية تخفف من معاناة الناس.
في العديد من مناطق بغداد هناك معاناة كبيرة في الحصول على الماء. إذ يسهر المواطنون حتى ساعات الفجر لتشغيل المضخات إن توفرت الكهرباء، من أجل تعبئة خزاناتهم بما يكفي ليومهم فقط. ومع تكرار انقطاع التيار الكهربائي تتضاعف المعاناة ويحرم الناس من أبسط حقوقهم الأساسية.
ولأن الماء المنزلي أصبح غير كاف، يلجأ الكثير من المواطنين إلى شراء الماء من محطات التصفية الأهلية (RO)، وهو ما يشكل عبئا ماليا إضافيا لا تقدر عليه غالبية العائلات، خاصة في ظل تفشي البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة. فهل يعقل أن يتحمل المواطن أعباء فشل الدولة في تأمين الماء الصالح للشرب؟!
أقول: كيف يمكن لحكومة تصف نفسها بحكومة خدمات أن تفشل في تأمين أبسط مقومات الحياة؟ كيف تهمل الماء والكهرباء وهما من أهم حاجات الإنسان التي تقع في صميم مسؤولياتها؟! فالخدمات لا تعني فقط مشاريع تبليط الشوارع أو تشييد الجسور على أهميتها، بل انها تبدأ من السكن اللائق والماء النظيف الصالح للشرب والكهرباء المستقرة والصحة والتعليم.
لقد سمعنا كثيرا من الوعود والمواطن ما زال ينتظر الحل. فأزمة الماء والكهرباء ليست مشكلة طارئة، بل هي نتيجة واضحة لسوء التخطيط وغياب الإرادة.
المطلوب اليوم حلول عاجلة وشاملة. كفاكم تجاهلا.. المواطن لم يعد يحتمل!