اخر الاخبار

في كل موسم كروي، نلاحظ فيضًا من التعاقدات مع مدربين ولاعبين محترفين لا يلبّون المستوى المطلوب، وغالبًا ما تُبرم هذه التعاقدات بناءً على العلاقات الشخصية، ما يؤدي إلى فشل هذا المدرب أو ذاك اللاعب. وهنا تبدأ الخلافات والاجتهادات والمشكلات، وتتدخل محكمة الكأس أو المحاكم المحلية لفض النزاعات، مما ينعكس سلبًا على نتائج الفرق.

وهنا أوجّه حديثي إلى إدارات الأندية: عليكم عقد اجتماعات متكررة لدراسة واقع أنديتكم وفرقكم، وإمكاناتكم المالية، وتحديد ما تطمحون إليه في الموسم الجديد. هل هدفكم البقاء في الدوري؟ أم المنافسة على اللقب؟ أم الحفاظ على موقع ضمن الأربعة الكبار؟ وعلى ضوء هذه الأهداف، يتم تحديد المدرب القادر على تحقيقها، واختيار اللاعبين القادرين على ترجمة طموحاتكم إلى نتائج تُسعد جماهيركم.

أما القرارات العجولة والمرتجلة، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى الإخفاق، وقد يشكل بعض اللاعبين عبئًا على الفريق، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام.

لذا، من الضروري تشكيل لجنة فنية تضم مختصين قادرين على اختيار اللاعبين والمحترفين بشكل دقيق ومدروس، بالإضافة إلى اختيار الجهاز الفني بناءً على الكفاءة والخبرة، بعيدًا عن العشوائية أو المجاملات. ولا يمكن إغفال أهمية الاستقرار التدريبي في تحقيق النتائج الإيجابية، إذ إن كثرة التغيير والتشتت يؤديان إلى ضياع الكفاءات والمواهب، وهذه من الظواهر السلبية البارزة في الكرة العراقية.

إنني أكرر دعوتي إلى إدارات الأندية: حافظوا على الاستقرار التدريبي، فهو مفتاح للنجاح، وكذلك الأمر بالنسبة لاستقرار اللاعبين مع الفريق لأكثر من موسم، مما يساهم في تحقيق أفضل النتائج. ولو ألقينا نظرة على أغلب الفرق العالمية، لوجدنا أنها لا تغيّر مدربيها إلا بعد سنوات، لإتاحة الفرصة الكاملة لهم لتطبيق برامجهم وخططهم.

لذا، أقول لأحبتي قادة الأندية الرياضية: تعلموا من تجارب الأندية العالمية الكبرى في تعاملها مع المدربين واللاعبين. امنحوا الجميع الفرصة الكافية لأداء مهامهم، ولا تستعجلوا حصد النتائج، فالبناء الصحيح يحتاج إلى صبر وعمل مؤسسي طويل الأمد.