اخر الاخبار

في التاريخ، ثمة حكومات وانظمة وامبراطوريات كثيرة تهاوت باشكال مختلفة، لكن، لأسباب مقاربة: العُزلة عن الأمة، وتحوّل الولاءات لها الى نقمة عليها، فيما يجد الجيران والطامعون، الجامحون، فرصة للتدخل والاحتلال، وشراء الزعامات والقبائل والجماعات الفاسدة، والذمم، ثم تحلّ الزلازل والمذابح، وتجلس فلولهم وأميراتهم وجواريهم على الاطلال تستذكر وتندب.. وكأنني أتحدث عن سقوط الدولة الاموية.. حيث سؤل بعض شيوخ بني أمية عقب زوال دولتهم: ما كان سبب زوال مُلككم؟ فاجاب، في مُختصرات اوردها المسعودي في "مروج الذهب" وذكرها هادي العلوي في مستطرفه (ص77): لأنا شُغِلنا بلذاتنا عن تفقُد ما كان تفَقّدهُ يُلزمنا، فظلمنا رعيتنا، فيسئيوا من إنصافنا، وتمنّوا الراحة منا، وخُرّبت ضياعنا، فخلت بيوت أموالنا" وتحدث عن كبار رجال الدولة بقوله، لقد "وثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم (مصالحهم) على منافعنا، وأمضوا أموراً (صفقات) دوننا، وأخفوا علمها عنّا، وتأخر عطاء (رواتب) جُندنا فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم أعادينا (من الخارج) فتظاهروا معهم على حربنا.. وكان استتار الاخبار عنا (إخفاء ما يُدبر) من أوكد اسباب زوال مُلكنا".  

*قالوا:

“ما خاب مَن استخار، ولا ندِم من استشار، ولا عالَ مَن اقتصدْ".

رواه الطبراني