تُعدّ الهيئات العامة في المؤسسات الرياضية الرافعة الأساسية التي تدعم عمل الإدارات والهيئات الإدارية، فهي التي تُسهم في قيادة العمل الرياضي، وتحقيق النجاح والإبداع في إدارة شؤون هذه المؤسسات. فإذا كانت الهيئات العامة نشطة، تراقب وتتابع، وتمد الهيئات الإدارية بالدعم والتحفيز، فإنها تُشكّل قاعدة متينة لنجاح المؤسسة وتطورها.
أما إذا كانت هذه الهيئات غائبة عن المتابعة، وغير فاعلة، فإن ذلك يؤدي إلى تراجع أداء الإدارات، ويُضعف قدرتها على الإنجاز والتطوير.
وهذا ما نلاحظه بوضوح في أغلب الاتحادات الرياضية المركزية، حيث انعكس ذلك سلبًا على مستوى المؤسسات الرياضية، وأدى إلى تراجع في أداء العديد من الألعاب. ويُعزى هذا القصور، في جزء كبير منه، إلى ضعف الكفاءة، أو عدم الاختصاص لدى كثير من أعضاء الهيئات العامة، إذ إن العديد من ممثلي الألعاب لا يمتلكون الخلفية الفنية أو التخصص المطلوب، بل إن بعضهم ترشّح لعضوية الاتحادات بعيدًا عن اختصاصه، وكأن المسألة تُدار بمنطق "چفيان شر".
ولعلّنا نجد أمثلة على ذلك؛ فهناك من يتقن لعبة كرة القدم، ولكن لعدم توفر فرصة له في اتحادها، يقوم ناديه بترشيحه لاتحاد البيسبول، ليصبح رئيسًا لهذا الاتحاد، دون أي خلفية معرفية أو فنية باللعبة! وهكذا في ألعابٍ أخرى عديدة.
من هنا، أوجّه كلامي إلى الأحبة في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية: لا تفتحوا الباب لعضوية الاتحادات الرياضية لكل من "هبّ ودبّ".
الاختصاص الرياضي مطلوب، بل هو ضروري، للعاملين في الاتحادات الرياضية، إذا ما أردنا التطوير وتحقيق الإنجازات.
لذلك، من الضروري أن تلتزم الأندية الرياضية بترشيح الكفاءات والقدرات الفنية المختصة، لأن هؤلاء هم من يمتلكون الكفاءة الحقيقية، والقدرة على تطوير ألعابهم وقيادتها نحو النجاح.
أما الطارئون على الرياضة، فنجدهم غالبًا ضائعين، ومشتّتين، وعاجزين عن أداء العمل الإداري أو الفني المطلوب.
وهنا، أوجه الدعوة إلى الأخوة في الاتحادات الرياضية لبذل جهد حقيقي في البحث عن المختصين، وإن تعذّر وجودهم، فليكن البديل هو إقامة دورات تدريبية وتطويرية لرفع كفاءة العاملين في هذه المواقع.
أما أن تُشغل هذه المناصب من دون تطوير أو تحديث للمعلومات، فتلك ستكون خطيئة كبيرة بحق الرياضة.
إن الهيئات العامة أمامها مؤتمرات سنوية تُشكّل فرصة مهمة لرصد الأخطاء، والهفوات، وتحديد مكامن الضعف، ما يساعد على نضج أداء الاتحادات وتطوّرها، وتقليص العيوب وتصويب المسارات.
إن نجاح الهيئات العامة في اختياراتها للإدارات الرياضية، يعني اختيار الأكفأ، والأنزه، والأفضل لقيادة الاتحادات، والسير معها نحو تطوير الألعاب وتحقيق الإنجازات على الصعيد الدولي.
فالاختيار الصحيح لممثلي الأندية في الهيئات العامة، يُسهم في تقدم وتطور الألعاب، لذا أقول لأحبتي العاملين في الأندية: أحسنوا اختيار ممثليكم في الهيئات العامة، فهم مرآة أنديتكم، ومن خلالهم تقوم الاتحادات الرياضية وتنهض الألعاب المتنوعة.