زفّ مجلس القضاء الاعلى الاسبوع الماضي خبراً غير متوقعٍ، وليس مسبوقا في أربع دورات انتخابية، ولم نكن نتعوّد على هذه الاحاطة الاستباقية الايجابية في "إعلان النية" على منع السيئين من خوض انتخابات تشرين الثاني المقبلة، فيما استقبل المحللون والمراقبون، وكاتب هذه السطور منهم، هذا الاعلان بحسن نية، واستعداد لتقبّل احتمال ما كان مستبعداً بكبح السيئين وتلقينهم درسا لم يكن ليتوقعون بأسه، كما يمكن الاستنتاج من لهجة الخبر، والحقيقة انه ليس هناك مَن يعرف السيئين المعنيين افضل من السلطة القضائية التي يمكنها ان تراجع (في أدراجها) التقارير الحية لمراقبي الانتخابات الدوليين والمحليين عن حالات الانتهاكات الفظة، ودور "السيئين" في التزوير واستخدام المال العام وشراء الذمم وخداع الجمهور وتهديد المنافسين، بالاضافة الى استعراض القوة المسلحة كوسيلة للدعاية الانتخابية، بل وفي فضيحة السماح لمنظمات مسلحة في خوض الانتخابات.
وما زلنا نتابع المسرحية من على مقاعدنا، حيث نراجع قواميس اللغة وصفحات "لسان العرب" لتقصّي معنى واشتقاق "السيئين" وفجأة حلّ المشهد الاخير من المسرحية: حرمان مرشحي "قائمة البديل" المدنية في محافظة المثنى من حق الترشيح.. ستارة. تصفيق
*قالوا:
"الحقيقة، هي بذاتها، افضل نكتة"
برنارد شو