شهد الأسبوع الماضي ضجيجا صاخبا ساحته رئاسة البرلمان، ومحركّه حوارات سياسية رافقتها تمرينات استباقية أداها بعض اللاعبين المذعورين على النزول من القارب المضطرب، مع طعون التخوين والتآمر بين بعضهم البعض، فيما ظهر البعض بمظهر الأحمق المنفلت، وجرت، بالمقابل، وكما في كل مرة، محاولات الاستثمار في هذه البضاعة الإعلامية الفاسدة، والمنبوذة، والتي يقال إنها معركة متفق على مخرجاتها: بوس اللحى والاعتذارات، والاعتذارات المتقابلة، لكن العقلاء من المتابعين وضعوا ما حدث في توصيف الحماقة في ظروف لا تتحمل العبث بالأمن العام، الذي هو هشّ اصلا.
إن الحماقة في السياسة، كما هي في الحياة: أن تفاجئ الجمهور بحركات (أو أفكار) فنطازية واستفزازية، ولا تقدر نتائجها، ويقال إن ناصح الأحمق، من هذا النوع، أحمق منه، وأن الذي يصدّق ما يقوله الأحمق، وناصحه، أكثر حماقة من الاثنين.. وما زلنا في السياسة، حيث سُئل الصحافي الأمريكي الحائز على جائزة "بوليتزر" هيجر: من هم الحمقى؟ فأجاب بقوله: "الحمقى هم الأشخاص غير المؤهلين للقيادة، الذين يضيّعون مكتسبات الأمة ويهدرون طاقاتها سواء كانوا في السلطة أم خارجها"، وأضاف "يظهر الحمقى في الأيام الأخيرة من الحضارات المتداعية" وختم قائلا: إذا آلت الأمور إلى الحمقى، فانتظروا قيام الساعة.
*قالوا:
"لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى، بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه".
عباس محمود العقاد