اخر الاخبار

كلّنا في حملةٍ وطنيةٍ لمساندة المنتخب العراقي في مشواره التنافسي القادم، بعيدًا عن الحساسيات والتربص، قريبًا من الوطن وأبنائه. لا شك أن حلم التأهل للمرة الثانية إلى نهائيات كأس العالم ممكن وقريب، والمباريات المقبلة في الملحق الآسيوي ستكون مفصلية في مسيرة منتخبنا خلال هذه التصفيات المهمة والحساسة.

ويجب أن يكون جميع أبناء الوطن داعمين ومساندين لمنتخبنا الوطني في هذه المهمة الصعبة والشاقة، خاصة بعد ما شهدته المرحلة الماضية من إشكالات، أولها تبديل الطاقم التدريبي الإسباني الذي أشرف على المنتخب لأكثر من سنتين، بالإضافة إلى الخلافات والمشاكل داخل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، والقلق والارتباك الذي رافق الجمهور الرياضي العراقي.

ويضاف إلى ذلك أداء بعض البرامج الرياضية وضيوفها، لذا أناشد معدّي ومقدّمي هذه البرامج بأن يتحلّوا بالموضوعية، ويبتعدوا عن افتعال المشاكل وإثارة الحساسيات بين أطراف اللعبة (الاتحاد، المدرب، واللاعبين)، لأن ذلك سيُحدث إرباكًا غير مطلوب في هذه المرحلة.

يجب أن نمارس، كإعلام، دورًا إيجابيًا عبر ما يمكن تسميته بـ "الصمت الإعلامي البنّاء"، والذي يترافق مع استذكار الإنجازات الكروية والنتائج الإيجابية التي حققها "أسود الرافدين"، بعيدًا عن إثارة الجدل مع هذا الطرف أو ذاك.

رسالتي إلى الزملاء مقدّمي البرامج وضيوفهم الكرام أن يتحلّوا بالتماسك، وأن يعكسوا مواقف إيجابية وتصرفات مسؤولة تصبّ في مصلحة منتخبنا الوطني.

في مثل هذه المنافسات الحاسمة، نقدَّم أقصى درجات الدعم والإسناد للمنتخب من قبل جمهوره وإعلامه، لأن الفريق أمام مسؤولية وطنية وتاريخية. ونحن لا نطالب أبناء الوطن أن يحققوا المستحيل أو يصنعوا المعجزات، بل أن يقدّموا أداءً طبيعيًا معتادًا منهم، خاصة وأن كرتنا العراقية سبق أن قدمت مستويات عالية، وحققت نتائج جيدة في بدايات مشوارها نحو كأس العالم.

إن مقدّمي ومعدّي البرامج الرياضية في مختلف المحطات التلفزيونية يشكّلون الخط الدفاعي الأول في مواجهة حملات المنافسين، وعليهم أن يجعلوا من هذه البرامج منبرًا للدعم والإسناد، وأن يكونوا سندًا قويًا لفريقنا الوطني وهو يخوض مبارياته الأخيرة في التصفيات، والتي نأمل أن تكون بمستوى الحدث والمسؤولية.

إن إثارة الحساسيات والمشاكل مع أي طرف لا تخدم مصلحة المنتخب الوطني، الذي يمتلك من الثقة والروح ما يؤهله لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بقوة واقتدار. كما أطالب جماهيرنا الوفية بأن تكون بمستوى الحدث، وأن تتصرف بحكمة واتزان لتعويض ما فات في التصفيات الأولية.

وعلى لاعبينا أن يكونوا على قدر المسؤولية والكفاءة، لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً.