اخر الاخبار

يدير جميع المسؤولين المتنفذين وجوههم عن نهر دجلة، حين يعبرونه بمواكبهم الجرارة خلال الجسور التي تربط بين جانبي الكرخ والرصافة. فليس في استطاعة احد ان يواجه النهر بحاله المزري هذا، حيث يصارع سكرات الموت!

لا اعتقد ان احداً منهم يعجبه هذا الحال، هم وجميع البغداديين والعراقيين الذين تربطهم بهذا النهر حكايات وذكريات، لكنهم مع ذلك لم يتحركوا قيد انملة لإنقاذه واعادته إلى الحياة. فالأمر ليس بأيديهم بل خرج عن السيطرة.

لقد عقد قادة البلد اجتماعات مختلفة مع الجانبين التركي والايراني، وبحثوا في مختلف الامور السياسية والاقتصادية، حتى في ما يخص المياه، لكنهم في الواقع لم يتمكنوا من الحصول على حصة عادلة من المياه.

وفي الداخل، بات الفساد يهدد ما تبقى من مقتربات النهر، بفعل البناء المشوّه على جانبيه في مراكز المدن وضواحيها وقرب الجسور. ومن ابرز المتهمين في ذلك القيادات السياسية المتنفذة التي اشترت قطع اراض واسعة على الجانبين، وحولتها الى قصور فارهة، ومطاعم وفنادق كبيرة.

ومن اجل عدم كشف الحقيقة، لوحظ ان هناك عمليات كري وتنظيف لأجزاء معينة من النهر بالقرب من الجسور التي يُسمح بعبورها سيرا على الأقدام، لكن لا يحق لأي مواطن الاقتراب من تلك الأجزاء، ولا حتى التقاط صور للأراضي التي ظهرت في النهر!

قد يأتي اليوم الذي ننعى فيه دجلة، ولا نستغرب إذا ما كان كاتب النعي من أولئك الذين قاموا بقتله!