في هذه المنافسات الحاسمة، بات من الضروري للكابتن عدنان درجال أن يبقى قريباً ومستشاراً (ومساعداً) للمدرب الإسباني غراهام أرنولد، لأنه على دراية تامة باللاعبين العراقيين، سواء من المغتربين أو المقيمين، إذ عاش معهم وشاركهم أفراحهم وإخفاقاتهم. ولأن المدرب الأسترالي لم يُكوِّن بعد تصوراً كاملاً عن قدراتهم الفنية والمهارية، فإن وجود درجال إلى جانبه سيكون داعماً ومكمّلاً.
لذا أقول للكابتن درجال: إن المرحلة المقبلة حاسمة، وأنتم الأعرف والأدرى بواقع لاعبيكم وإمكاناتهم. وبهذا، نستطيع أن نوظف كل القدرات الفنية والإدارية المتاحة لتحقيق نتيجة مشرّفة. كما أن وجودكم على مقاعد الاحتياط سيكون فرصة لمناقشة المدرب الأسترالي ومساعديه، وتقديم الأفكار والمقترحات العملية التي تُسهم في تصحيح مسار الفريق وأدائه، خصوصاً في اللحظات الحاسمة.
إنكم تملكون الخبرة والدراية بأسرار عالم التدريب، والمدرب أرنولد لن يتمكن من التعرّف السريع والدقيق على إمكانات اللاعب العراقي في مثل هذه الظروف، إلا من خلال مساعدين يمتلكون المعرفة والقدرة والخبرة الكافية للتعامل مع اللاعبين ومعرفة تفاصيلهم عن قرب ولفترات طويلة.
ولكي يكون عملنا الكروي متكاملاً ودقيقاً وناجحاً، ينبغي على الجميع — من فنيين وإداريين وإعلام وجماهير — أن يضعوا الخلافات جانباً، وأن يتجهوا بجدية وإخلاص نحو الارتقاء بمستوى كرتنا، والسعي لبلوغ قمة آسيا، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026. وهذا هو الأمل الأكبر للجماهير العراقية المتعطشة لرؤية منتخبها على الساحة العالمية.
إن مشاركة الكابتن درجال في هذه المهمة الوطنية، كونه مدرباً وخبيراً سبق له قيادة المنتخب العراقي وبعض الأندية الخليجية، وامتلك من الخبرات وعلوم التدريب ما يؤهله لذلك، لا ينبغي أن يُعفى منها. لقد اكتسب خلال السنوات الثلاث التي قاد فيها اتحاد الكرة، وأشرف خلالها على جميع المنتخبات الوطنية، كماً هائلاً من المعلومات والمعارف المباشرة عن اللاعبين وإمكاناتهم ومستوياتهم.
وبذلك، يستطيع الكابتن درجال أن يُسهّل مهمة المدرب الأسترالي الجديد في هذه المهمة الوطنية، التي نعلم جميعاً مدى صعوبتها. وهنا أطالب الإعلام الرياضي بأن يساهم في دعم المدرب ومساندته، كما أناشد الجماهير الرياضية أن تكون سنداً حقيقياً للفريق الوطني، وأن تُعزز من معنويات اللاعبين حتى تحقيق الحلم العراقي الكبير بالتأهل إلى كأس العالم.