اخر الاخبار

نشرت "طريق الشعب" على هذه الصفحة، في عدد سابق، خبراً عن حملة اعمار جرت أسفل مجسر الشالجية في بغداد، بعد فترة قصيرة على افتتاحه في حفل كبير صُرفت عليه مبالغ كبيرة. فالجهات المعنية رفعت المقرنص الذي رصفته اسفل الجسر قبل أيام معدودة، واستبدلته بآخر دون أسباب واضحة. وقد نقل الخبر ايضاً وجود تخسفات في الجسر نفسه، من جانبي الصعود والنزول.

وبالفعل، بعد أيام قامت الجهات المنفذة للمشروع، أو غيرها ربما، بقطع الشارع المؤدي إلى الجسر، والبدء بحملة تعبيد جديدة، بعد أن أزالت الأجزاء المتضررة من كلا الجانبين.

وأمس الأول الأحد، فوجئ الرأي العام بتدفق شلال مياه من أحد جانبي جسر الزعفرانية الجديد، الذي افتتح هو الآخر في احتفال وفرح غامر! ثم تبيّن أن هناك أنبوب ماء رئيسيا يقع أسفل الجسر، كُسر بسبب الأحمال الثقيلة. وسرعان ما حمّلت وزارة الاعمار والإسكان، سائقي المركبات، مسؤولية ذلك. اذ أفادت بأنها، خلال فترة بناء الجسر، علمت بوجود انبوب ماء قديم مطمور في الأرض ضمن حدود المشروع، وبسبب صعوبة تصليحه، أو استبداله بآخر جديد (غير متوفر في العراق حاليا)، شدّدت على عدم سير مركبات الحمل الثقيل على الجسر، والتي بسببها كُسر الأنبوب!

يتبيّن من هذا الكلام، ان جزءا كبيرا من حملة الاعمار التي قرّعوا بها رؤوسنا، انما هو "نص ردن"، وهذا المثل يُقال عمن يُنفذ عملا بصورة ترقيعية!

هناك الكثير من الشواهد على المشاريع "النص ردن"، ومنها ان شركة الفاو الهندسية، ادعت اتمامها تنفيذ حملة اعمار في المحلة 411 بحي الطوبجي، بالتعاون مع الجهد الخدمي والهندسي التابع الى مكتب رئيس الوزراء. فأقامت حفلا (أيضا صرفت عليه أموالا)، حضره نوّاب وشخصيات "رفيعة"، بينما رفعت في موقع الحفل، صور كبيرة لرئيس الوزراء، راعي حملة الاعمار. لكن ما هي الا ساعات حتى خرج أهالي المحلة مفندين إتمام الحملة. اذ ان الاعمار جرى في منطقة ثانية، غير محلتهم، وهي "زراعي حي العدل". والحقيقة ايضاً ان حتى هذه المنطقة جرى اعمارها بطريقة "النص ردن" ولم يكتمل حتى الآن ما جرى الوعد به!

تتحمل منظومة المحاصصة الفاسدة ومن يقودها ويتستر على الخراب الذي تتسبب فيه، ما يحصل للشعب العراقي، الذي يجدر ان ينظر الى ما حصل وما سيحصل بعين واعية، وان يمارس دوره السياسي في التعبير عن رأيه في صناديق الاقتراع واختيار البديل المناسب. كذلك عبر المساهمة في الفعل الاحتجاجي اليومي. وبهذين الفعلين يمكن ان يتحقق التغيير المنشود.

عرض مقالات: