اخر الاخبار

تُعدّ الصحافة والإعلام السلطة الرابعة في الأنظمة الديمقراطية، التي تحترم حقوق الإنسان وحرياته، وفي مقدمتها حرية التعبير. وتُعدّ الصحافة الرياضية أحد أبرز أوجه هذه الحرية، كونها المعبر الحقيقي عن واقع الرياضة وهمومها وتحدياتها.

غير أن ما حصل في القطاع الرياضي إبّان الحكم الدكتاتوري البائد، وسطوة أبناء النظام آنذاك عليه، حوّله إلى جهاز قمعي شبيه بجهاز "الغوستابو"، وسلطة أمنية مستبدة لم تكن تسمح للرياضيين ولا لغيرهم بإبداء الرأي أو توجيه أي ملاحظات.

اليوم، لا يزال بعض الرياضيين يعانون من بقايا تلك الثقافة، إذ تُمارَس ضدهم محاولات تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الصادقة، عبر التهديد والوعيد من قِبل بعض قادة المؤسسات الرياضية، أو من خلال الرشوة، أو بإقصائهم عن مواقعهم. بل أن الأمر وصل، في بعض الحالات، إلى تقديم شكاوى ضدهم في المحاكم، ما أدى إلى توقيفهم وحبسهم.

ونحن هنا لا ندعو إلى التجاوز أو التصرفات المسيئة، ولا إلى الابتعاد عن المهنية في الطرح. بل نحن مع المواقف النبيلة، والسلوك الديمقراطي الرصين، والابتعاد عن استغلال المنصات الإعلامية لأغراض شخصية أو مصلحية، أو لأغراض الابتزاز.

إن بعض من اعتنقوا الأساليب البالية في إدارة المؤسسات الرياضية لا يزالون يتخذون من النموذج الدكتاتوري المقبور منهجًا وسلوكًا في عملهم، لا سيما حين يواجهون أقلامًا صادقة تسعى إلى الإصلاح والتغيير.

ومحاولات إسكات تلك الأصوات الصادقة وإبعادها عن المشهد ستبوء بالفشل، لأن حتمية الانتصار ستكون دومًا للفكر الديمقراطي الحر. والكثير من الزملاء في الصحافة الرياضية يرون أنفسهم أمناء على الرياضة وأهدافها السامية. أما من لا يؤمن بهذه المبادئ، ولا يلتزم بأخلاقيات المهنة، فعليه أن يغادر هذا الوسط ويبتعد عن الرياضة.

إننا ندعو زملاءنا في الإعلام الرياضي إلى أن يكونوا أقلامًا ناطقة بالحق، وصريحة في الطرح، وأن تظل الصحافة الرياضية صوتًا مدويًا في الملاعب، ورمزًا شامخًا في المبدئية والمهنية.

إن واقعنا الرياضي اليوم بأمس الحاجة إلى أقلام نزيهة، وأصوات حرة، من أجل تحقيق إنجازات رياضية حقيقية ومتقدمة، وللدفاع عن المبدعين ونجوم الرياضة وألعابها. وعلينا أن نسعى بجدية للارتقاء بالقطاع الرياضي، وإبعاده عن الطارئين والانتهازيين والنفعيين.

أما أن يحاول بعض العاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم الإساءة إلى بعض الإعلاميين الرياضيين لمجرد اختلافهم في وجهات النظر، فذلك أمر معيب ومرفوض. يجب على الاتحاد أن يمارس الشفافية في التعامل مع الإعلام المهني والملتزم، وأن يمتنع عن التجاوز على الإعلاميين الذين ينطقون بالحق، ويؤمنون بقيم الرياضة ومبادئها السامية.

عرض مقالات: