اخر الاخبار

تتكرر هذه الأيام نفس المعزوفة التي ياما كنا نسمعها عشية كل انتخابات نيابية حول "منقذ وحيد" للوضع المأزوم، المتردي، ولا غيره، بل ومن دونه فإن العراق سائر إلى خراب، وانعدام أمن وانهيار اقتصادي وتدخل خارجي وفتن وعربدات، وتذهب بعض التصريحات المراهِقة والكتابات المدّاحة والإعلانات التلفزيونية الفاقعة إلى تسمية شخص بعينه بوصفه المنقذ، فيما ينشر مخيال الملفقين ما يشبه الأساطير عن ذلك المنقذ، فهو يعرف فوق ما يعرفه الآخرون، ويعمل ما لا يستطيع أن يعمله غيره، ويخطط ما لم يكتشفه احد من المخططين والاستراتيجيين من الخطط، وانه سيجترح المعجزات، و"يمشي فوق الماء" ولا يغرق.

وحكاية المشي على الماء لها صفحة في أغاني ابو الفرج الاصفهاني، إذْ جاء أحد مريدي الصوفي سهل التستري المتوفى عام 886 ميلادية وقال له: إن الناس يقولون إن بمقدورك أن تمشي فوق الماء، فكان رد "سهل" بأن طلب منه الذهاب إلى مؤذن في المدينة معروف بصدقه كي يسأله عن الأمر، وحين ذهب المريد إلى المؤذن تلقى الجواب الشافي منه إذ قال له الأخير: أنا لا أعلم إنْ كان شيخنا سهل يمشي على الماء، أم لا، لكن ما أعلمه هو أن الشيخ الجليل حين قصد حوض الماء ذات يوم بغية الوضوء سقط فيه وكاد أن يموت غرقا لو لم أسارع إلى نجدته وإنقاذه.

*قالوا:

"لن تعبر المحيط اذا فقدت القدرة على رؤية الشاطئ".

كولومبس