اخر الاخبار

في مثل هذه الأيام، تمر الذكرى الثامنة والأربعون لاستشهاد اللاعب الدولي بشار رشيد ورفاقه، حين أقدم النظام الدكتاتوري العميل على إعدام ثُلّة من الرفاق العسكريين بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي العراقي، والعمل على إسقاط النظام، وممارسة النشاط الحزبي والسياسي داخل القوات المسلحة.

علمًا أن هؤلاء الرفاق لم يكونوا يمارسون أي نشاط حزبي أو سياسي في صفوف الجيش، وذلك التزامًا باتفاق الجبهة الوطنية. لكن القيادة البعثية – الصدامية، بعد أن رأت أن «اتفاقاتها الجبهوية قد استُنفدت أغراضها»، قررت إنهاء العمل الجبهوي، فأقدمت على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة، التي أعدم فيها المئات من الشيوعيين، وكان من بينهم عدد كبير من الرياضيين.

وقد استمرت سياسة القمع والاستئصال هذه بحق الحزب الشيوعي العراقي، والتيارات الإسلامية أيضًا.

إن محاولات بعض الإخوة تلميع صورة الماضي، بإطلاق اسم "الزمن الجميل" على تلك المرحلة، هي محاولات لا تصمد أمام الحقيقة. فنقولها بصدق: تلك كانت أيامًا سوداء، انشغل فيها العراقيون بالحروب والعدوان، وشهدت إعدامات طالت كل من عارض النظام البعثي.

تمر هذه الذكرى الأليمة والعراقيون يستذكرون أبطالهم الرياضيين الذين غيّبتهم دكتاتورية صدام من بين المبدعين وأبطال الرياضة. فقد شهدت سجون أبو غريب وبسماية إعدام العشرات من رموز البطولة والإباء، ومنهم: الشهيد بشار رشيد، صبري كاظم (لاعب نادي الجيش)، محمد عبود (لاعب نادي البريد)، سعدي لايج (لاعب نادي الصناعة)، فالح أكرم فهمي (بطل ألعاب الساحة والميدان ولاعب المنتخب الوطني بكرة السلة)، كيلو صبيح، صباح شياع، رحيم الكردي، شاكر رحيم، عمار جابر (لاعب البريد)، صميدح خديم، أبو واقد، عبد الكريم، وعدد كبير من رياضيي المحافظات الذين قدّموا نماذج رائعة في الشجاعة والتضحية.

لقد مارس النظام الصدامي أبشع أشكال العنف والاضطهاد بحق أبناء الرياضة، إلا أن ما قدمه هؤلاء الأبطال من صور مشرقة للشجاعة والصمود، سيبقى حيًّا في الذاكرة، ويشكّل درسًا في الوطنية والفداء.

وفي هذه الذكرى الحزينة، نجد أنه من واجبنا أن نستذكرهم بكل فخر واعتزاز، ونقول لهم: لكم منا ألف تحية إعجاب وتقدير لما قدمتموه لوطنكم وشعبكم. وإننا ماضون على دربكم، ساعون نحو غدٍ مشرق يعمّ فيه السلام والعدالة لأبناء شعبنا كافة.

إن تلك الأيام السوداء التي عاشها شعبنا بكل قومياته وأطيافه، ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل. ونقول لشهدائنا: لقد كانت تضحياتكم مقدمةً لسقوط النظام الدكتاتوري، وبلسمًا لجراحنا، وأملاً لمستقبلنا.

تحية إعجاب وتقدير لعوائل المناضلين الصابرين والصامدين، وتحية إجلال إلى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن وقيمه السامية.

أما أعداء الشعب، من الحكام الفاسدين والقتلة، فقد انتهوا إلى غير رجعة، وسُجّلوا في مزبلة التاريخ.