دأبت وكالات الانباء على افتتاح نشراتها الصباحية بأخبار الازدحامات المرورية، ولم يعد بعض الزملاء المحررين يُجهد نفسه بكتابة جديد منها، بل يكتفى بإعادة الأخبارالسابقة مع تحديث طفيف. فالزحام في بغداد بات يشمل معظم الشوارع على الاقل.
مشاريع "فك الاختناقات" الحكومية فشلت، رغم الأموال الطائلة التي اُنفِقت عليها، وغيرها مما صُرف على الترويج لدورها الذي لم يلمسه المواطنون حتى الآن.
و أزمة الازدحامات في العراق تعود إلى أسباب عدة، أبرزها غياب مشاريع فتح طرق جديدة، وتقادم البنى التحتية الحالية، رغم حملات الترقيع المستمرة التي تنفذها أمانة بغداد، والتي لم تنجح حتى مع مبادرات شبابية حاولت طمر الحفر المنتشرة في الشوارع الرئيسية.
أما السبب الجوهري، فهو استمرار فتح أبواب استيراد السيارات على مصاريعها، دون أي مؤشرات على نية الحكومة الحد منها، ولو جزئيًا، في خطوة قد تُهدد – لا سامح الله – أرباح كبار المستوردين المتحكمين بالسوق.
وما دام الزحام غير ملحوظ أمام بوابات المسؤولين، ولا يعيق مرور مواكبهم، فلن يكون هناك حلّ، ولن تكون هناك أزمة في نظرهم. وهكذا فالاختناق الحقيقي ليس في الشوارع.. بل في عقل السلطة.