في حين يجري كبح حرية التعبير، والتضييق على صحافة الرأي والموقف والمسؤولية، وتُسد منافذ العمل الحر المهني، الشريف على جمهرة الصحفيين الأكثر خبرة ومهنية ووطنية، وتتزايد فروض الولاء القهري على كل طالب عمل في السلطة الرابعة، وتتكدس في المقاهي والأرصفة أعداد خريجي كليات ومعاهد الصحافة العاطلين، وفي حين تجري مساومة وإذلال الفتيات الصحفيات الخريجات وتعيينهن شغيلات في مكاتب نواب جهلة، ودعاة لا يقرأون ولا يكتبون، وسياسيين نصف متعلمين، والتحرش بهن، والتعدي على حق معيشتهن، وتطفيشهن، وفي حين تتواصل قرارات الزجر والعقاب والتهديد ضد برامج رأي تلفزيونية، ومنع مقدمي برامج وضيوف من الظهور على شاشات محلية، وفي حين تقبض الحفنة السياسية الفاسدة، والمتخلفة، على روح وسائل إعلام الدولة التي يُفترض أنها مستقلة وفق القانون، وتشوه رسالتها، وتنخرها بالرطانات، والدعاية الفجة، وتجردها من وظيفتها ورسالتها.. وفي حين يجري كل ذلك، يمر يوم حرية التعبير في العراق الأسبوع الماضي حزينا، في جنازة يحملها نقيب المهنة مدى الحياة.. إلى مثواها الاخير.
*قالوا:
"لا توجد حرية.. توجد مدونات عن الحرية"
محمد الماغوط