اخر الاخبار

أصبحت الرياضة اليوم صناعة كبيرة ومهمة، أبدع فيها العديد من أبطالها ونجومها، وبدأت المجتمعات المتحضرة والراقية تمارس مختلف أنواع الرياضة والألعاب لأسباب متعددة، منها إشباع الهوايات، وتحسين الصحة، فضلاً عن احتراف البعض لها كمهنة ومصدر دخل.

ومع تنامي هذه الظاهرة، تعددت مجالات ممارسة الرياضة، ومع التقدم الحضاري والإنساني، أصبحت الرياضة مجالًا رحبًا وواسعًا يحتضن الملايين ويشبع حاجاتهم وهواياتهم.

وفي العراق، وجدنا في الرياضة، وتحديدًا في الإعداد والدراسة المبكرة لها، فرصة مواتية لأبنائنا. إن البحث في مجالات الرياضة، خصوصًا في الأعمار الصغيرة، يساهم في صناعة أبطال ومبدعين في مختلف الألعاب الرياضية. ويعزز هذا التوجه ما نص عليه الدستور العراقي في المادة (36)، التي تؤكد على أهمية الرياضة ودورها في بناء جيل صحي وسليم، قادر على خدمة المجتمع العراقي لأطول فترة ممكنة.

استجابةً لذلك، بادرت الدولة بإطلاق مشروع "الإعدادية المهنية لعلوم الرياضة"، الذي يستهدف خريجي الدراسة المتوسطة، أي فئة عمرية مبكرة وفتيّة، قادرة على التعلّم والتدريب والإبداع، وصناعة أبطال المستقبل في مختلف أنواع الرياضات.

من خلال هذه التجربة، سنضع أيدينا على الفئة العمرية الأهم، المنتجة والقادرة على الإبداع، وهو ما يُعدّ مكسبًا كبيرًا للقطاع الرياضي. وستفتح هذه الإعدادية آفاقًا جديدة أمام الطلبة الموهوبين رياضيًا، حيث تجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب الرياضي في سن مبكرة.

ونحن نؤمن بأن الحاجة ماسة إلى كوادر رياضية متخصصة، قادرة على العمل في المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية، ولديها الكفاءة لتشغل مواقعها بجدارة، بل وقادرة أيضًا على صناعة الأبطال منذ وقت مبكر.

وقد أكدت وزارة التربية أن الدراسة في هذا القطاع ستبدأ خلال العام الدراسي الجديد، حيث تم افتتاح 21 مدرسة إعدادية مهنية لعلوم الرياضة، على أن يتم افتتاح مدارس جديدة في السنوات المقبلة، نظرًا للإقبال الكبير على هذا التخصص.

وفي هذا السياق، أطالب بضرورة افتتاح إعدادية مهنية خاصة بالفتيات، لإتاحة الفرصة أمام بناتنا في المشاركة بالرياضة، وسد الشواغر في الألعاب النسوية، وتوفير كوادر نسوية رياضية للمؤسسات المختلفة، ما يسهم في تعزيز مشاركة المرأة في القطاع الرياضي.

كما أؤكد على أهمية إعداد المناهج الدراسية الخاصة بهذه الإعدادية لسنواتها الثلاث، والتي ستمثل الأساس الصلب لطلبتها، وتمكنهم لاحقًا من مواصلة دراستهم الجامعية في كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة. وبهذا نفتح أمامهم الطريق نحو الإبداع والتطور الأكاديمي والرياضي.

إنها فرصة كبيرة ومهمة لطلبة هذه الإعدادية الذين سيتوجهون، منذ سن مبكرة، نحو التخصص الرياضي والأكاديمي، مما يعزز تطور الواقع الرياضي في العراق عبر إعداد ملاكات رياضية متخصصة تسهم بفعالية في تطوير المؤسسات الرياضية ورفدها بقيادات رياضية متميزة، وصناعة أبطال في مختلف الألعاب.

مبارك لهذه التجربة الرائدة، التي ستكون رافدًا كبيرًا ومهمًا للرياضة العراقية، لما تحمله من طاقات وكفاءات عالية قادرة على دعم المؤسسات الرياضية الناجحة. وستُشكل هذه الإعدادية نقطة انطلاق حقيقية في المراحل التدريبية الأولى للرياضيين، فهي بيئة خصبة لصناعة "البطل الرياضي" وتنمية القدرات والمهارات الفنية والتدريبية منذ وقت مبكر.

إنها بحق خطوة على الطريق الصحيح، ومسار ناجح لصناعة الأبطال وتقديمهم للميدان.

عرض مقالات: