من وجهة النظر الحقوقية المثبتة في المعاهدات والدساتير المعاصرة ومدونات حقوق الإنسان في المشاركة والتعبير عن الرأي، واخذاً بالاعتبار ان الديمقراطية لا وجود لها من دون تنظيم المجتمع في أحزاب وهيئات اجتماعية وثقافية تراقب، وتتنافس، وتُرشد، وتردع الاستبداد والعنف والكراهيات وتنشر التسامح والمحبة وقيم الشأن العام، وعطفاً على السجل المخزي لأنظمة الحكم الاستبدادي في العالم العربي، ملكية. انقلابية. قومية. قبلية. ودينية فاجرة، تبتسم حين تكون ضعيفة وتكشر عن أنيابها حين تستقوي.. أقول: من هذه الزوايا مجتمعة، فان حزب الأخوان المسلمين في الأردن قد ظُلمَ في فاصلة حق التعبير عن رأيه في السلوك السياسي للسلطة ومرجعياتها. إنه ظُلم لو أن الأمر بقي في هذه الحدود الدستورية المجردة لحق التعبير عن الرأي، لكن من الذي يمكنه، من أنصار الحرية، أن يدوس على ضميره ويغفل التاريخ المدنس لأخوان الأردن في ذبح جميع مدونات الحقوق المدنية السلمية، بإنتاج، ورعاية، أجيال من الرعاع احترفت أعمال القتل والانتحار وتفخيخ المزدحمات والمجازر الوحشية مع رطانات عن الحفاوة في جنان الخلد، وفي الذاكرة، مجالس العزاء التي أقامها الحزب في أكثر من مائة مسجد بالمدن الأردنية، لقاتل متوحش اسمه أبو مصعب الزرقاوي؟.
*قالوا:
"القتلة لا يبحثون عن فلسفة، بل يبحثون عن ضحايا يشفون غليلهم".
شيشرون