يعقد قريباً المؤتمر الانتخابي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق. والانتخابات ليست بالطبع لعبة كلمات متقاطعة، بل هي إيكال مهمًة إلى شخص عليه أن يحترمها ويصونها، ويقوم بخدمة منتخبيه على أكمل وجه.
ذات يوم حدثني أبي عامل الميناء الطيّب، الذي أحيل على التقاعد صحياً عام 1970 فقال:
يا ولدي إذا أردت أن تنتخب أحداً لأيّ مهمة، فتأكد من كونه يتمتع بثلاث خصال مجتمعة: النزاهة والأمانة، الإخلاص في العمل ونكران الذات، حب الوطن والناس ــ وإذا كانت هناك خصلة حسنة أخرى، يكون اختيارك رائعاً ولن تخسر شيئاً، فاز صاحبك أم لم يفز!
ظلّت كلماته محفورة في رأسي منذ الصغر حتى الآن، حيث فورة الانتخابات والترشيح والبحث عن منافع قد تكون شخصية أو فئوية أو ما إلى ذلك!
أنا سأشارك بالطبع زملائي انتخابات اتحادنا العريق، وقد ارتأيت أن أستذكر كلمات ابي، مثلما أحملها أيقونة في عنقي دائماً، لأننا لا يمكن أن ننجح إذا لم ننتخب الأصلح والأنزه والأفضل في كل مجال.
واتحاد الأدباء، هذه المنظومة الثقافية العريقة التي يمتد عمرها لستة وستين عاماً، علينا أن نقف عندها ونتفحص جيداً من يريد أن يقود دفتها، وأن ننظر بعين المنصف الى ما حققت دورتنا الحاليّة من نشاط منقطع النظير. فالأدباء هم الشريحة الأكثر إنتاجا إبداعيا،ً رغم قلة ذات اليد وحالة أغلبهم المعيشية الصعبة.
أطلب من اخوتي المرشحين وأنا واحد منهم، أن يرموا ذواتهم خارج كيان الاتحاد، ويعملوا بنكران ذات مع الجميع بلا فوارق أبداً، وأن يكون عملهم خدمة للجميع بلا استثناء، وان يبحثوا عن منافذ وحلول اكثر فأكثر، لأشكال معاناة الأدباء من أزمة سكن وبطالة وصعوبة معيشة وصعوبة إصدار نتاجاتهم في كتب خاصة، وأن يعملوا على اقامة النشاطات الثقافية المهمة دائماً، وإشراك الجميع فيها، وإيصال صوت الأدباء وإبداعاتهم إلى طبقات الشعب كافة، والخروج من القاعات والغرف المغلقة إلى الساحات العامة وما شابهها في الاقضية والنواحي، وأن تكون هناك مطالبة حثيثة اكثر بمنح الأدباء امتيازات خاصة بهم مثل ( قطع الأراضي، تخفيض أجور السفر بالطائرة، العلاج، طبع الكتب ،التفرغ الكتابي) وكما معمول به في أغلب بلدان العالم، وان يكون هناك احترام وتبجيل لقيمة المبدع، إضافة إلى النظر بعين المحبة والتقدير والوفاء للمبدعين الكبار المرضى والمتعبين،، وأن نواصل خطى البناء والتطوير والسمو والتفاعل المستمر التي قامت بها دورتنا الحاليّة>
لا أريد أن أدخل في مزايدة على شيء أعرفه عند الأدباء جميعا، فهم أنقياء وطيّبون ومحبّون لوطنهم وناسهم، لكنني أقول لكل واحد من أحبتي: انتخب مَن تُريد .. بشرط أن تعرف جيدا انه يحمل الصفات التي نبحث عنها جميعا.
مع تمنياتي بالفوز لمن يستحقون، وان يسمو اتحادنا ويزدهر اكثر فأكثر، وكل دورة انتخابية واتحادنا يتلألأ نجماً في سماء الابداع .