اخر الاخبار

مناسبة الكلام عما هو أفضل للعراق والعراقيين: النظام الذي رحل أم النظام الذي حلّ، هو حلول ذكرى سقوط الدكتاتورية واحتلال العراق في التاسع من نيسان 2003 وتشابك الكتابات في موضوع التفضيل. ولولا دخول كتاب مرموقين هذا التشابك لما اضطر كاتب السطور التوقف عند الموضوع، ومناقشة السؤال البايخ: أيّ العهدين أفضل، وايّ منهما وفّر للعراقيين دماءهم والحد الأدنى من احتياجاتهم وكرامتهم.

اقول لا قيمة للمناقشة مع "منتفعين" من العهدين، أو مع أنصارهما، او حتى مع مَنْ لم يكتو بفظاعات أي منهما، ففي الغالب يتحمس الطرفان في المفاضلة ويستخدمان جزئيات من "المحاسن" هنا وهناك في حمية الدفاع والمنافحة، في حين ينزلق الجدل إلى ما هو أكثر تبسيطا وسذاجة: أيهما أفضل نظام الدكتاتورية أم منظومة الخراب والمحاصصة؟ وهي مفاضلة بين سيئين جرّا البلاد إلى مهالك. بين نظام خوّض بالدماء والحروب الكارثية والاستبداد، ومنظومة فسدت ونهبت وفشلت وتسببت في نشر الفتنة الطائفية والاحتراب المجتمعي. ومن زاوية بحثية فإن المفاضلة (الآن) غير موضوعية ولا علمية، بين مرحلتين تختلفان في جنس الخطايا وفي الهيكلية والأدوات وعقيدة الحكم، والأمر الصحيح يتمثل (برأيي) في تقويمٍ مستقلٍ لأوضاع وخطايا كل مرحلة، إذا ما أردنا العبور.. وأخذ العِبَر.

*قالوا:

"قيل للحسن البصري: من هم شر الناس؟ قال: الذي يرى أنه خيرهم".

مستطرف هادي العلوي

عرض مقالات: