اخر الاخبار

لا يمكن أن نفهم ما يجري في اليمن من انشقاق داخلي وعدوان أمريكي سافر وحروب بالنيابة إلا حين نتهجأ أزمات هذه البلاد الدورية منذ فجر التاريخ إذ كانت الحروب اليمنية تنطلق من نقطة غامضة ثم لا تلبث أن تشغل العالم بوصفها قدرا أو كابوسا، لكأن الهدهد لا يزال يخاطب سليمان حتى اليوم "وجئتك من سبأ بخبر يقين".

والأقوال في هذه الحروب كثيرة، وأطرفها قول جورج ارويل بان "أسرع طريقة لإنهاء الحرب هي أن تخسرها" واليمنيون، كشعب يتطلع إلى السلام والرخاء،  يخسرون الحروب دائما حتى حين يكسبون السلام، وفي رسالة بعث بها فريدريك انجلز إلى كارل ماركس منذ ما يزيد على مائة وخمسين عاما وعرض فيها ما يجري في هذا الجزء من جزيرة العرب  كتب أنه كان "يكفي أن تنشب حرب واحدة هنا حتى يتم إخلاء البلد من سكانه" ووصف ما يحدث من اضطرابات غامضة هناك بالقول "إن تدميرا مباشرا وعنيفا يجري إلى درجة لا يمكن تفسيره".

المشكلة أن غالبية أهل اليمن لا علاقة لهم بما يجري لبلادهم التي يتحكم في مصيرها الأغراب، وهم بين نارين.

*قالوا:

"كُنتُ مِن كُربَتي أَفِرُّ إليهم، والآنَ هُم كُربَتي فَأين الفرار".

محمود درويش