لا يختلف المغيرون على القرى الآمنة في الشمال السوري، وأعمال الانتقام التي ارتكبوها هناك، وسقوط نساء وأطفال وشيوخ عُزّل، عمّن سبقهم من الذين أدانتهم المحاكم الدولية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث: قوات ملاديش في "سريبرينيتشا" وعصابات الهوتو في رواندا، وجيش علي حسن المجيد في حلبجة، ومجندو نتنياهو في غزة، ودواعش أبو بكر البغدادي في سنجار، كما لا تختلف الأدوات "الطائفية" التي استخدمتها العصابات المتحدرة من القاعدة وداعش وهيئة تحرير الشام وهي تنفذ جرائم القتل وأعمال الذبح الانتقامية المروعة في جبلة وريف طرطوس واللاذقية، عن الأدوات التي استخدمتها موجات متوحشة خرجت من الكهوف الجبلية في القرن الخامس قبل الميلاد، والحال، لو تُرك الأمر لمهاجمي الساحل السوري لقضوا حتى على صف أشجار التوت عند مفارق الطرق، لما يحملونه من الحقد والغلّ وفصيلة دم منفلتة.
وبصرف النظر عن مقدمات الأحداث ودور الفلول المهزومة للنظام السابق والأصابع الخارجية التي حركت أزرار الفتنة فإن الاتفاقية الدولية بتجريم الإبادة الجماعية لعام 1946 تحمّل الإدارة الجديدة الحاكمة في دمشق المسؤولية المباشرة، وهي ليست بريئة مما حصل.. على أية حال.
*قالوا:
"إن أية جريمة تسبب أذى الأبرياء، بغض النظر عن أسبابها، هي جريمة ضد الانسانية".
المهاتما غاندي