منذ سنوات، بدأت فرقنا العراقية بمشاركات فعلية في بطولات بعض الاتحادات القارية، وقد تميزت الخطوات الأولى بالتجريب، وكان الكثير من أعضاء وقادة الرياضة والألعاب يشاركون في هذه المسابقات بعيدًا عن ضوابطها العمرية، خاصة في محاولة لتحقيق النتائج والفوز حسب رغبة قادة أيام زمان، لأنهم يعتقدون أن الفوز بهذه البطولات هو كسب لهؤلاء (الساسة)، وأن الفوز بالبطولات هو (نصر لأنظمة أيام زمان). وفعلاً، حققت بعض فرقنا نتائج إيجابية، ولكن مع التشدد والتدقيق في الأعمار والمشاركات، بدأ التراجع والإخفاق.
لكننا اليوم، وبعد التخلص من الأنظمة الفاشلة (والدكتاتورية)، بدأنا نتعامل بواقعية واهتمام، ونعطي لكل ذي حق حقه واستحقاقه.
بدأت خطط العمل تصحح الخطوات، وتسير بشكل دقيق، وخاصة في مجال كرة القدم، اللعبة الشعبية والجماهيرية الأولى، وأصبح الحال نقيًا وصحيحًا بنسبة كبيرة. وبدأنا نكسب لاعبين شبابًا ومؤهلين ليقدموا عطاءً كبيرًا في أعمار مبكرة، وهذه هي أحسن الطموحات. وقدمت لنا فرق الفئات العمرية مواهب وقابليات جديدة، ومن خلال إيمان مدربي هذه الفرق بأن واجبهم الأساسي هو اكتشاف مواهب وكفاءات جديدة دون الاهتمام بالنتائج، لأن هذه الفرق الخاصة بالفئات العمرية تركز واجباتها في اكتشاف المواهب والقابليات. وقد آمن مدربو هذه الفئات بهذا الواجب، أما النتائج والفوز فهما في الموقع الثاني. نعم، نريد الفوز ونسعى من أجل ذلك، لكن الأهم والضروري جدًا هو اكتشاف المواهب والأسماء الجديدة، فهي الهدف الأسمى.
لذا، أقول لأحبتي من المتحدثين في وسائل الاتصالات والمواقع الاجتماعية والمحطات الفضائية: أتمنى أن تتحدثوا عن مستوى فريق الشباب العراقي، فهو (مولود جديد) سيرفد الكرة العراقية بتفاصيل نحن في أمس الحاجة إليها. لقد قدم فريق منتخب الشباب دون الـ 20 سنة قابليات ومواهب جديدة، من الممكن أن يكون لها مكان بارز في الساحة الكروية العراقية، أمثال أموري فيصل، مصطفى قابيل، وغيرهم. لقد قدم منتخب الشباب العراقي مواهب نحن في أمس الحاجة إليها.
أما إذا تحدث البعض عن كفاءة المدرب العراقي وقابلياته التدريبية، فأنا أقول للجميع: هذا المدرب قدم نفسه للمرة الثانية في بطولات آسيوية وأخرى عالمية، وهو شاب مندفع يتعامل مع كرة القدم بإيجابية وصدق، وقد قدم لها كل معلوماته ومعرفته. وهنا أقول لاتحاد كرة القدم: عليكم بالتعاون مع هذه الكفاءة التدريبية، والسعي لتطوير علومه ومعارفه الكروية من خلال إرساله للمشاركة في دورات تدريبية وتطويرية ومعايشات تزيد من معارفه وعلومه. فالقابليات والكفاءات العراقية بحاجة للاهتمام والتطور، خاصة أن عماد محمد نموذج للاعب المحترف والمدرب المتمكن، وله القابلية على تطوير نفسه ورفع قدراته وعلومه.
وعليكم أن تهتموا وتعتنوا بإمكانات وقابليات لاعبي منتخب الشباب، ورعايتهم، والعناية بالموهوبين منهم، لأنهم ثمار لعبتنا وإنجاز مدربينا. أما أن يحاول البعض التسقيط والسعي لتبديل المدرب لأنه (فشل وأخفق)، بل إنه حاول وسعى وقدم مبدعين أولاً، وتأهل إلى الدور الثاني مع فريق كبير، وسعى لتقديم لاعبيه مستوى جيدًا، وتنافس بشرف، وعلى الجميع أن يعرفوا أن المطلوب من الفئات العمرية أن يكونوا احتياطًا لكرة القدم العراقية في سنواتها القادمة. وهذا هو هدفنا الرئيسي، أما الفوز ونيل البطولة فهو في الموقع الثاني.