اخر الاخبار

هناك جهود حثيثة وكبيرة بذلتها الجهات الرياضية المختصة للحصول على نتائج متميزة على المستوى العربي والآسيوي. إلا أن الواقع الرياضي بدأ متواضعاً، وكانت أغلب نتائجنا الرياضية مخيبة للآمال، على عكس المراحل السابقة التي كنا نقدم فيها مستويات متقدمة في البطولات العربية ونحقق بعض الإنجازات القارية على المستوى الآسيوي. لكن الحال تغير كثيراً خلال العقدين الأخيرين، حيث تراجع مستوانا الرياضي واختفت الكثير من الأسماء والأبطال في ألعاب متعددة. وهذا الواقع يتطلب من المعنيين في قيادة الدولة والحكومة أن يولوا القطاع الرياضي اهتماماً استثنائياً، مع إشراف مباشر ورعاية خاصة.

وقد قدمت دولتنا للرياضة وللرياضيين إنجازات طيبة، منها القانون رقم (6) لسنة 2013 الخاص بمنح الرياضيين الأبطال والرواد رواتب شهرية، وكذلك إدخال مادة دستورية في الدستور العراقي تحمل الرقم (36)، تنص على: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها". وهذا ما شجع أبناء وبنات المجتمع العراقي على ممارسة كل أنواع الرياضة والألعاب.

هذه الأحوال لا بد أن تنهض بالرياضة وتدفع بها إلى التقدم والرقي للأسباب الآنفة الذكر، وغيرها من حالات الدعم والإسناد للحركة الرياضية. ولعل آخر الخطوات الإيجابية هي توجيه السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة رياضية متخصصة تضم نخبة من الشخصيات الرياضية للإشراف على صناعة وإعداد البطل الأولمبي. وهذا القرار سيساهم في النهوض بالواقع الرياضي، ويسهل من إمكانية الحصول على ميدالية جديدة لمداليتنا الوحيدة التي حققها المبدع البصري الراحل عبد الواحد عزيز عام 1960 في دورة روما الأولمبية.

هذا الطموح المشروع لا بد له من مساعٍ جادة وظروف مناسبة لكي يتحقق النجاح، ومنها الجهود الرسمية التي يتطلبها العمل الرياضي. إذ إن الخطوات الرسمية ستحقق نتائج كبيرة إذا توفرت لها الأرضية الصالحة والعمل الجاد والرغبة في الحصاد المناسب.

لقد بدأنا نشهد ملامح جدية ودعماً مناسباً واستعداداً حكومياً ورسميًا لدعم الرياضة والألعاب. وحتى يكون عملنا مناسباً وصحيحاً، يجب أن نتدرج به ونستعد للإعداد والبطولات القادمة. فالواجب علينا أن نهتم بمرحلة البنية التحتية، وإنشاء الملاعب والساحات والميادين الرياضية، والمسابح، وحلبات الملاكمة، والقاعات الرياضية. فتوفر هذه المنشآت سيمنحنا المجال الواسع للاحتكاك الرياضي، ويجب أن تكون موجودة في جميع محافظات ومدن العراق، وهذه هي الخطوة الأولى التي نراها ضرورية لتشجيع ممارسة جميع الهوايات والألعاب الرياضية، مما يفتح المجال أمام الشباب الرياضي وهواة الألعاب لممارسة هواياتهم وألعابهم.

ثانيًا، يجب الاهتمام بالأندية الرياضية وهيئاتها الإدارية من حيث النوع والقدرة والإخلاص للعمل الرياضي، وعدم الاعتماد على الولاءات الحزبية الضيقة أو سياسة التمييز والإقصاء.

ثالثًا، يجب رعاية الاتحادات الرياضية المركزية والفرعية في المحافظات، مع التأكد من دقة الاختيارات لقياداتها بعيدًا عن الحزبية والطائفية والعشائرية والقومية، وكل أشكال التمييز.

رابعًا، ينبغي أن نبدأ مشاركتنا وفعالياتنا ورعايتنا للرياضة بالنشاطات الخاصة بالفئات العمرية، لأن كبار الرياضيين الحاليين غير قادرين على تحقيق الإنجازات والنجاحات بسبب اعتمادهم على مناهج وسياسات غير صحيحة. وهذا الأمر سيؤدي إلى صعوبة تحقيقهم للإنجازات المطلوبة.

خامسًا، يجب اعتماد أهل الاختصاص والرياضيين الأبطال في قيادة المؤسسات الرياضية، وعدم السماح للدخلاء والطارئين بقيادة العمل والنشاط الرياضي لأي مبرر كان.

هذه هي الخطوات الصحيحة والتدريجية التي يتوجب القيام بها للبدء في عمل رياضي صحيح قابل للتطور والتقدم. فمحاولات الترقيع والترميم لن تخدم العمل الرياضي ولن تساهم في تقدمه ونجاحه.

عليه، أقول لأحبتي في قيادة المجتمع العراقي: عليكم أن تضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب والصحيح. ويجب أن نبدأ العمل مع الصغار والبراعم على قاعدة "خذوهم صغاراً".

عرض مقالات: