قبل عقود من اليوم، كنا نشاهد برنامجًا رياضيًا واحدًا، وكان يبدو لنا عالماً جديداً وباهراً. أما اليوم، فقد أصبح لدينا العديد من البرامج الرياضية والمحطات المتعددة. وأنا هنا أتحدث عن القنوات الفضائية العراقية، لأنها معنية بفريقنا الوطني العراقي. فالواجب الوطني يقتضي منا جميعًا دعم الفريق العراقي في منافساته القادمة، حيث سيخوض، خلال الفترة القريبة، باقي المباريات في تصفيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. هذه هي الفرصة الثانية لنا، بعد أن سبق لفريقنا الوطني المشاركة في كأس العالم لأول مرة في عام 1986 في المكسيك.
نحن اليوم في المركز الثاني في مجموعتنا، مما يعني أننا قريبون من الترشح إلى النهائيات. وهنا، أوجه حديثي إلى أحبتي وزملائي من مقدمي البرامج وضيوفهم، داعيًا إياهم إلى مساندة فريقنا الوطني بقوة وحماسة من أجل الفوز، وخاصة في المباراتين القادمتين أمام المنتخبين الكويتي والفلسطيني. وأطالبهم بالتعامل بحكمة وعقل راجح، بعيدًا عن الحساسيات والعلاقات المتشنجة مع أي طرف من الأطراف، خاصة وأن فريقنا الوطني قد تعرض لنتائج مخيبة في خليجي 26 التي أقيمت في الكويت. فالحديث المتكرر عن خسارة المنتخب في الكويت لن يخدم الفريق، بل سيزيد من آلامه وجراحه. أقول لأحبتي: دعونا نتناسى أحداث الأمس ونبارك لمنتخبنا مستقبله القادم.
المطلوب اليوم هو مساندة أبنائنا في المنتخب الوطني، وتذكيرهم بالإنجازات التي حققوها في المراحل الأولى من التصفيات، وبعطائهم الكبير، والأمل القوي في تحقيق التأهل للمرة الثانية.
نأمل أن تكون البرامج الرياضية المنوعة، التي تبث على مختلف المحطات الفضائية، على أتم الاستعداد لدعم المنتخب العراقي في مشواره الجديد، لتحقيق السعادة لأبناء العراق في سعيهم نحو إنجاز جديد. وأقول لأحبتي مقدمي هذه البرامج: يجب أن تتعاونوا مع بعضكم البعض من أجل تجاوز الحساسيات والخلافات والمصالح الشخصية، من أجل العراق وشعبه، وتحقيق الإنجاز في هذه المرحلة الحساسة. وأنا على ثقة تامة بأنكم ستكونون أبناء بررة لهذا الشعب والوطن، وستجدون أنفسكم مدفوعين للدفاع عن وطنكم ومصالحه، وفي مقدمتها تشجيع ودعم المنتخب الوطني العراقي من أجل التأهل إلى كأس العالم 2026.
وأن تذكروا أبناءنا لاعبي المنتخب العراقي أن قلوب الملايين معكم، وأنهم يدعون لكم بتحقيق آمالهم وطموحاتهم. وتطالبكم الجماهير ببذل أقصى الجهود من أجل أن تظهروا بشكل مشرف، وتكونوا بحق أسودًا للعراق وأهله. لقد كان عطاؤكم في المرحلة الأولى من تصفيات القارة الآسيوية مثالًا في الإبداع والالتزام. ونحن نثمّن لكم ذلك، ونتمنى أن تظلوا مثالًا للضبط والالتزام في هذه الأيام، وأن تقدموا أفضل ما عندكم من عطاء وجهد استثنائي.
أملنا أن يكون جهدكم عراقيًا خالصًا، وأن تقدموا الفرحة والبهجة لأبناء الوطن. نحن نثق بأبنائنا وأبطالنا، دون استثناء، في تقديم أفضل ما لديهم. أنتم جميعًا تدافعون عن علم الوطن وتعكسون صورة أبنائه. ونحن نطالب أحباءنا في البرامج الرياضية وجميع وسائل التواصل الاجتماعي بتحمل المسؤولية كاملة خلال هذه الأيام، دفاعًا عن الوطن ومبدعيه. فلا مكان للحساسيات والدوافع الشخصية والمصالح الذاتية. وليكن كل شيء من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة.