اخر الاخبار

صارت الاتحادات والأندية الرياضية أمام مسؤولياتها التاريخية، كلٌّ حسب اختصاصه ولعبته ووفق واجباته ومسؤولياته. أما إذا تمارس هذه المؤسسات الرياضية نشاطاتها وفقاً للأهواء والرغبات الشخصية، فإن هذا أمر غير صحيح، لأن التخصص قد يساعد على الإبداع والتطور. لذلك، أقول لأحبتي في الاتحادات والأندية الرياضية: عليكم بالتخصص في أعمال وواجبات محددة من أجل الإبداع والتقدم. وهذا ما نرجوه لأنديتنا الرياضية، وخاصة المحترفة منها، حيث يتطلب منها ألا تقتصر على ممارسة لعبة محددة ورئيسية وتعتبرها المحور الأساس لتوجهات هذا النادي، مع وجود لعبة أو اثنتين فقط كألعاب ثانوية. أما إذا اندفعت الأندية نحو ممارسة عدة ألعاب ورياضات متنوعة وتبنت واقعاً احترافياً منظماً، فإن هذا الوضع قد يضع هذه المؤسسة أو النادي الرياضي في تحديات كبيرة في جميع الألعاب.

من جهة أخرى، يجب على الاتحادات الرياضية أن تهتم بنوعية اللعبة التي تديرها وأن تنجح فيها. فهذا هو واجبها، وهي حريصة بالتأكيد على تطوير وتحسين نوعية اللعبة التي تشرف عليها وترعاها، والتخطيط لتطويرها في جميع المراحل والفئات العمرية حتى تتمكن من تحقيق النجاح والتفوق. وهذا يتحقق في جميع الاتحادات المركزية والفرعية للنهوض باللعبة ودفعها إلى الأمام.

أما في الأندية الرياضية، فيجب أن تمارس هذه الأندية بعض الألعاب والرياضات التي تخدم شباب وفتيات الأندية بشكل أكبر من غيرها، دون التوسع غير المقبول الذي يحمل الأندية طاقات فوق طاقاتها، خاصة الأندية التي تعنى بالألعاب الجماعية، ما يؤثر سلباً على مسيرة بقية الألعاب والرياضات.

إن الجهات المعنية بتطوير الرياضة العراقية مطالبة اليوم بالاهتمام بالأندية الرياضية ورعاية شؤونها، والإشراف عليها ومراقبة مسيرتها، وعدم تركها دون رعاية أو اهتمام، فلا رياضة ولا تطور ولا نهوض إلا بالتخطيط والبرامج والمقدمات الصحيحة. وهنا نعود إلى الواقع الصحيح للأندية الرياضية التي يديرها المتطوعون والنشطاء والهواة، فهي مؤسسات تساهم في بناء المجتمع وإصلاح الشباب، وتلعب قياداتها أدواراً مؤثرة وكبيرة في الإصلاح والتوجيه والبناء المجتمعي. وهذا يتحقق بوجود قيادات ومربين قادرين على نشر قيم المحبة والتعاون وحب الوطن والدفاع عنه.

إن المؤسسات الرياضية تمتلك القابلية، إذا تم توجيهها بشكل صحيح وكان أداؤها الرياضي مميزاً، لأن تكون في طليعة الدوائر الرياضية، وتساهم في تحقيق الإنجازات والنجاحات التربوية والرياضية. لذا، نقول لأحبائنا في الاتحادات الرياضية والأندية أن يكونوا حريصين على نجاحاتهم ودورهم في بناء هذه المؤسسات الفاعلة والقائدة في مجتمعنا العراقي، وذلك للمساهمة في تربية الجيل الجديد والوصول به إلى المستوى الذي نطمح إليه من أجل الوطن.

إن الاندفاع العالي لهذا الجيل وتأثيره الكبير في خلق مؤثرات إيجابية لصناعة قطاع الشباب المبدع سيكون له أثر كبير وفاعل في نهضة شبابنا وقدرته على صناعة مستقبله والأجيال القادمة.

لقد بادرت وزارة الشباب والرياضة الى تأسيس مراكز تدريبية لأكثر الألعاب الفردية والجماعية بالتعاون مع الاتحادات الرياضية المركزية، وبعضها في الاتحادات الفرعية في المحافظات. ومن خلال هذه الأنشطة والفعاليات الجيدة، برزت وجوه جديدة في الساحة الرياضية، وكان لها أثر بالغ في نهوض وتطور هذه الألعاب والرياضات. هذه الأنشطة التي تقوم بها الاتحادات الرياضية المركزية والفرعية في المحافظات، ستشكل منطلقاً لظهور أبطال ونجوم في الرياضة العراقية.

عرض مقالات: