كتبنا كثيرًا عن أهمية النشاطات والفعاليات والبطولات الرياضية لجميع الألعاب الرياضية، لأن الاهتمام بهذه الفئات العمرية ولجميع الألعاب هو الذي يصنع الأبطال ويقدم البطولات للأجيال القادمة. حيث إن الاهتمام بتنشئة الصغار في ألعابهم ورعايتهم في أعمارهم المبكرة سيوفر الظروف المناسبة لتحقيق النمو والتطور الرياضي في صفوف هذه الفئات العمرية، مما يساهم بالتالي في تحقيق النهوض المبكر للرياضة.
إننا إذ نكتب عن الفئات العمرية ونؤكد على أهمية الاهتمام بها والإشراف عليها، فإن هدفنا الأساسي هو الاهتمام والرعاية المبكرة، وهذا يساهم في صناعة أبطال الرياضة والألعاب بشكل صحيح، دون أخطاء أو إخفاقات. فلو نظرنا إلى جميع بلدان العالم، لوجدناهم ينتجون ويصنعون أبطالهم مبكرًا وفق قاعدة "خذوهم صغارًا"، وهذا لا يتحقق إلا من خلال العمل الجاد والمبكر والصحيح لصناعة أبطال الرياضة ونجومها على أيدي صناع مهرة وقدرات أكاديمية عالية، وفي جميع الألعاب الرياضية دون الاعتماد على لعبة بعينها دون أخرى.
فجميع الألعاب الرياضية تستحق الجهد والتعب والمواصلة من أجل العطاء والتألق. أما البعض فيرى أن الاهتمام بلعبة دون أخرى يعد تقصيرًا كبيرًا في البناء الرياضي. نعم، إننا أمام مهمات رياضية كبيرة يتطلب منا العمل الجاد والمثمر، وخاصة في بعض الألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة. ومع أهمية هذه الألعاب، إلا أننا مطالبون أيضًا بالاهتمام بالألعاب الفردية، خاصة تلك الألعاب التي أنتجت أبطالًا وحققنا فيها بطولات مثل رياضة رفع الأثقال. فلنا بها إنجازات ونتائج إيجابية وبطولات متميزة، وكانت مداليتنا الوحيدة في الأولمبياد في رياضة الحديد خلال دورة روما الأولمبية عام 1960، ولا زالت يتيمة حتى الساعة.
إضافة إلى الاهتمام برياضة المصارعة، حيث قدم أبطال العراق نتائج باهرة على المستوى العربي والآسيوي. فالواجب يتطلب منا الاهتمام بهذه اللعبة، حيث سبقتنا العديد من بلدان العالم فيها، وكانت أصولها في رياضة (الزورخانة) التراثية التي قدم بها أبطالنا مطلع القرن العشرين. كما أنه مطلوب منا الاهتمام بالألعاب الفردية الأخرى التي قدمنا فيها إبداعًا وإنجازات.
لذا، أطالب أحبتي في اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضية وأنديتنا المعنية بالألعاب الرياضية أن يولوا اهتمامًا خاصًا وبشكل مبرمج ومرسوم واختصاصي لتطوير هذه الألعاب بشكل علمي ومدروس، بغية النهوض بحال هذه الألعاب والعمل على تطويرها. وهنا أطالب كل هذه المؤسسات الرياضية أن تعطي الاهتمام والرعاية لجميع الألعاب الرياضية، وأن تؤسس فرقًا ومجاميع رياضية لجميع الألعاب، وخاصة لفرق الفئات العمرية.
ويجب أن يبدأ هذا العمل من الأندية الرياضية بالتعاون مع اتحادات الألعاب الرياضية المتخصصة، من خلال ألعاب محددة، ويتم ذلك من خلال التنسيق بين الأندية الرياضية واتحاداتها المعنية. وهذا هو العمل الأساسي للأندية الرياضية، لأنها تجمع الأعمار المبكرة وتُهيئ لهم الخبرة والمدرسين الأكاديميين القادرين على العمل مع هذه الفئات العمرية، وهي المرحلة المهمة والحاسمة في التأسيس والتحضير للإنجازات الدولية.
هنا أقول لأحبتي في الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية: عليكم أن تهتموا برياضة الفئات العمرية، لأنها هي الرياضة الأم لكل البطولات والإنجازات. إن الاهتمام بها سيشكل عملًا بطوليًا وإنجازًا عظيمًا نستطيع من خلاله التقدم في المجال الرياضي إلى مسافات متقدمة. وهذا يشمل جميع الألعاب الرياضية التي تمارسها الاتحادات وتختص بها.
إن الاهتمام الجاد بالألعاب الرياضية الفردية يشكل الاهتمام الأساسي والمجال الرحب لكسب الميداليات والإنجازات الفردية، وعلى حساب الألعاب الجماعية. لذلك، أدعو زملائي قادة الاتحادات الرياضية إلى الاهتمام أكثر بالألعاب الفردية التي تحقق إنجازات كبيرة بتكاليف أقل مقارنة بالألعاب الجماعية. أملنا كبير بأن تشهد رياضتنا نجاحات وإنجازات جديدة.