اخر الاخبار

شارع المتنبي في بغداد يُعدّ رمزًا للثقافة والمعرفة والكتاب في العراق، حيث يتجمع فيه الكثير من العراقيين صباح كل يوم جمعة. إنه يمثل الرئة الثقافية والمعرفية التي يتنفس منها أغلب أبناء الوطن من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية. وقد أصبح هذا الشارع قبلةً لكل العراقيين، ونحن أبناء الرياضة وعشاقها منهم. ففي هذا المكان، تجد العشرات من الرياضيين، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إداريين، يلتقون ويتحاورون حول همومهم ومشاكلهم الرياضية ونتائج فرقهم وألعابهم، خاصةً وأنهم وجدوا في هذا المكان فرصة سانحة للتواصل مع بعضهم البعض.

ومن خلال هذه اللقاءات والحوار، وجد البعض من أهل الرياضة فرصة للتبادل والتباحث حول قضاياهم الرياضية، حيث انبثقت بعض التشكيلات والروابط التي تهدف إلى تنظيم العمل الرياضي ومساراته، مستفيدين من وجودهم في هذا الشارع الثقافي. وما دام هذا التواجد يخدم الثقافة والمعرفة، فإننا نتطلع للمساهمة بما يحقق الفائدة لثقافتنا الرياضية، ويعزز الروابط بين أهل الرياضة وعشاقها من جهة، وأهل الأدب والثقافة من جهة أخرى. وهذا يعكس العلاقة الوطيدة والمتينة بين الرياضة والثقافة.

ونظراً لهذه العلاقة، بدأ بعض الزملاء من أهل الرياضة بتأسيس منظمات مجتمع مدني معنية بالرياضة تحت مسميات مختلفة، تضم صحفيين رياضيين وناشطين ولاعبين سابقين وعشاق الرياضة. وقد بدأت هذه التشكيلات الصغيرة تؤدي أدوارها الإيجابية في دعم الواقع الرياضي، وتقديم الدعم للمنتخبات العراقية في جميع الألعاب، والاحتفاء بالصحفيين الرياضيين والمساهمين في النشاطات الرياضية، فضلاً عن دعم رواد الألعاب الرياضية المختلفة.

أصبحت هذه التشكيلات تضم العديد من نجوم الرياضة وعشاقها، حيث تُقام جلساتها وندواتها في حدائق القشلة أيام الجمعة، وتحتفل بالمبدعين والرواد والصحفيين الذين يتحدثون عن مسيرتهم الرياضية ومنجزاتهم. ومن بين هذه المنتديات، "منتدى القشلة الرياضي"، الذي تطوع أعضاؤه مشكورين لتقديم الندوات والجلسات الأسبوعية، والسعي لاختيار مبدعي الرياضة ونجومها للحديث عن تجاربهم وأدوارهم وإنجازاتهم.

علماً أن معظم الحاضرين هم من رواد شارع المتنبي، الذين يحرصون على الاستفادة من المعرفة والخبرة.

إن القائمين على هذا النشاط الرياضي الثقافي التطوعي هم مجموعة من أبناء الرياضة المخلصين، الذين يسعون للمساهمة في رفع مستوى الرياضة وحركة الشباب في المجتمع. ومن أبرز هؤلاء الصحفي رزاق كشكول، واللاعب السابق صبار اليساري، والعميد المتقاعد جمال رحومي جاسم، والشخصية الرياضية عادل البرقعاوي، وإحسان الميرة، وأبو عاطف الغراوي، وآخرون.

لقد كان لهؤلاء دور مهم في دعم الإنجازات الرياضية، ومساندة منتخبنا الوطني في تحقيق أمل الجماهير العراقية بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

وفي هذا السياق، يسرنا أن نوجه التحية إلى إخوتنا في "ملتقى القشلة الرياضي"، داعين إياهم إلى الاستمرار في تقديم كل ما من شأنه تطوير الرياضة العراقية، والمساهمة في نهوض جميع الألعاب الرياضية والفرق الرياضية، لنسهم معًا في خدمة وتقدم رياضتنا العراقية، ورفع مكانتها في المحافل الدولية.

عرض مقالات: