اخر الاخبار

تُعدّ مسرحية التصويت، مرة واحدة، على جُثة القرارات الجدلية، وتخبطات القضاء، وانفلاش بيوت "الكتل" وغرف نومها، آخر مهازل العقل المحاصصي، الحاكم، الفاسد، وهي أحدث إرهاصة للطائفية السياسية في قبعة جديدة، وهذه المرة قبعة بعلامة الديمقراطية، فالجميع يتهم الجميع بالانقلاب على الديمقراطية، والجميع يُبدي غيرة على الديمقراطية التي تهددها الاشباح، في حين يرتدي هذه القبعة البائسة، الآن، حتى أولئك الذين ذبحوا الديمقراطية من الوريد إلى الوريد يوم نظموا (أو وقفوا وراء) المذابح بحق المنتفضين السلميين العام 2019 ولفقوا برلماناً نبذته الغالبية الغفيرة للعراقيين الذين يحق لهم التصويت.

والحال، فان أصحاب القبعة الطائفية الجديدة استرشدوا بلغة صفراء مخاتلة. زئبقية. متآمرة. مشحونة بالتأليب والغل والتعبئة ضد الآخر، لكن بمفردات وعبارات تفيض بالرحمة المغشوشة، والموضوعية الشكلية، وبالاستطرادات المنتقاة بعناية من محضر الانشقاق السياسي الذي عصف بالموروث الطائفي العتيق.

والأكثر دقة، أنه صار لكل فريق طائفي لغته وايماءاته وتأويلاته وأدبه الفقهي–السياسي. يتجه بك من العام المتفق عليه (أو هكذا يبدو) إلى الخاص المختلف فيه (وهو المهم) لكن عبر ألاعيب مُضحكة.. بقبعة فضفاضة، نراها عادةً على رؤوس لاعبي السيرك.