منذ عصور خلت، كانت بغداد قبلة العالم ومجدها التليد، رغم محاولات الأعداء والطواغيت في تشويهها، إلا أن بغداد عصيّة على الأعداء والطامعين. تلمّست طريقها بعناد وكبرياء، وها هي تصنع أيام مجدها من جديد. بدأنا نحن أبناء بغداد نعيد مجدها وعلوها من خلال اختيارها عاصمة للثقافة والرياضة، فهي بحق عاصمة للثقافة والكتاب والمسرح ومختلف الفنون. وكما قال البعض: "القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ."
وعلى الرغم من قساوة الأيام والظروف التي مرّت بالعراق، فإن بغداد بقيت على العهد، وظلّت ثقافتها راسخة إلى الأبد. وما يحصل من خطوات جديدة، مثل اجتماعات مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب خلال هذه الأيام، يرافقه احتفالات وفعاليات يقدمها الشباب ليعكسوا بها ما تحقق من تطوّرات في بغداد من خلال الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والأدبية والعلمية. ونحن على ثقة ويقين بأن شبيبتنا سترفع الرأس وتقدّم صورة زاهية عن العراق وبغداد من خلال فعالياتهم ونشاطاتهم الثقافية والفنية.
وفي الرياضة، نقول لأحبائنا من أهل الرياضة ومبدعيها: عليكم أن تقدّموا صورة ناصعة تعكسون من خلالها علو كعبكم في الأداء والقيم والمبادئ والأخلاقيات، وأن ترفعوا اسم العراق عالياً. فالأخلاق والقيم في الرياضة تشكّل مع الأداء الرياضي الجميل علاقة مضيئة في ميادين الرياضة وألعابها، وتترك أثراً في الميادين الرياضية.
إن الرياضيين مطالبون اليوم بأن يلعبوا دوراً هاماً وأساسيّاً في الحياة والمجتمع، وأن يكونوا نماذج حيّة في حسن الأداء الرياضي والسلوك المجتمعي. أما الرياضي الذي لا يقدم دوراً أخلاقيّاً وتربويّاً في ميادين اللعب والتدريب، فإنه يشكّل عبئاً ثقيلاً على الفريق وزملائه.
لقد قدمت بعض الفرق التي لعبنا معها نموذجاً حياً للأخلاق والقيم العالية، ومنهم الفريق الياباني، حيث تميّز بأداء جميل وضرب لنا مثلاً حيّاً في الالتزام والانضباط والأداء في الملعب بغض النظر عن النتيجة. وهذا ما يجب أن نتعلمه من هذه الفرق، بقيمها ومبادئها وأخلاقيات لاعبيها، وكذلك المثال العالي للانضباط والالتزام واحترام أنفسهم ومنافسيهم. ولتكن أخلاقيات وقيم رياضيينا مثالاً وثقافة وأداءً، ولنساهم جميعاً كرياضيين في رفع مستوى الوعي والثقافة الرياضية.