سأترك لمستطرف هادي العلوي أن يحدثنا، نقلا عن البيهقي عمن اتسخ سلوكُه وحكمُه من السلاطين: فيقول أحدهم في ساعة خشوع.. "اللهم إني تائبٌ اليك، مما لا أظن انْ تغفره لي" .."لأني نسجتُ ثوبا من الظلم لا يبلى" وينقل عن أبي سليمان البستي في كتاب "العزلة" حول هوس امتداح الحاكم من قبل المستشارين والمقربين قوله "إن الذي يُحدث للسلاطين التيه في أنفسهم، والإعجاب بآرائهم، هو كثرة ما يسمعونه من ثناء.. ولو أنهم (يقصد المقربين) أنصفوهم، فصدقوهم عن أنفسهم لأبصروا الحق، ولم يخفِ عليهم شيء من أمورهم" كما ينقل المستطرف عن أبي حيان التوحيدي في مثالب الوزراء قوله: " إن الواحد منهم لا يسمع إلا صدق سيدنا، وأصاب سيدنا".. وطبقا للمستطرف، فإن الاسكندر سأل حكماء بابل: أيما أبلغ عندكم، العدل أم الشجاعة؟ فقالوا: إذا استعملنا العدل استغنينا عن الشجاعة" ويورد الواقعة المأثورة التالية: "جاءت امرأة إلى قاضٍ تسأله الحل فقالت: مات زوجي وترك أبويه وأهلاً وأولاداً وله مالٌ كثير، فأجاب: لأبويه الثكل ولأولاده اليُتم، والمالُ يُحمل الينا حتى لا تقع بينكم الخصومة".