توسعت آمالنا الوطنية وكبرت طموحاتنا الكروية عندما فُتحت أمامنا آفاق جديدة، وبدأت فرقنا الرياضية تؤدي مبارياتها على ملاعبنا العراقية بكل أسمائها. وبهذا، تجاوزنا أيام "الحصار الكروي" على ملاعبنا. ومن خلال هذه الوضعية، انطلقت الجماهير العراقية بشكل رائع، حيث استقبلت ضيوف خليجي 25، ثم شهدت فرحتها بضيوف كأس العالم، وجددت الترحيب بضيوف القارة الآسيوية من السعودية وتركمانستان. كانت هذه اللقاءات فتحاً مبيناً وشرفاً كبيراً لنا كعراقيين. وهكذا كانت البداية، ونتمنى أن تبقى هذه الأعراس الرياضية مستمرة، وأفراحنا متواصلة.
لكننا تأكدنا أن ما تحقق هو بداية الطريق، ونحن بحاجة إلى صرح رياضي كبير وملعب شامخ قادر على استيعاب الجماهير الغفيرة التي حضرت إلى ملاعب البصرة العامرة وبغداد العتيدة. بعد الحصار الظالم والسنوات العجاف، بدأت الحياة تعود إلى ملاعبنا، والبسمة تعود إلى جماهيرنا، والضحكة إلى أطفالنا. لذا، نوجه نداءً إلى قادة ومسؤولي دولتنا وحكومتنا: لقد حان الوقت لتشييد صرح رياضي كبير وجديد في بغداد، العاصمة. الملاعب الحالية لم تعد كافية لاستيعاب الأعداد الكبيصرة للجماهير العراقية.
لقد تحول حب العراقيين لكرة القدم إلى شغف وهوس، في متابعة المباريات وتشجيع الفرق. لذلك، نطالب القادة والمسؤولين في الحكومة بأن يبادروا إلى بناء صرح رياضي يليق بالعراق وبغداد، ويستوعب آلاف المشجعين والعاشقين للساحرة المستديرة. يمكن أن يتم بناء هذا الصرح في أطراف العاصمة، بحيث لا يتسبب في إضافة ازدحام جديد على بغداد. سيكون هذا الملعب الكبير في بغداد رمزاً حضارياً ومعلمًا بارزًا تخلده الأجيال، خاصةً ونحن مقبلون على فعاليات رياضية عربية وآسيوية، وربما دولية، والتي ستحتاج إلى ملاعب قادرة على استيعاب المشاركين والجماهير.
أقترح على مسؤولي الرياضة وقادتها أن يأخذوا في الحسبان أهمية بناء هذا الصرح الكبير بناءً على حاجة الوطن والشعب وجماهير الرياضة وعشاقها. وأرى أن يكون سعة هذا الملعب حوالي مئة ألف متفرج، مع الأخذ في الاعتبار زيادة عدد السكان، والوعي الرياضي العالي، والإقبال الكبير على الرياضة.
تستوعب ملاعبنا الحالية ما بين 20 و30 ألف متفرج، باستثناء ملعب البصرة الذي يسع حوالي 50 ألف متفرج. ولكن هذه الملاعب غير قادرة على استيعاب الأعداد الأكبر من الجماهير. وبالنظر إلى المستقبل، نرى أن العدد المناسب للملاعب هو سعة 100 ألف متفرج، أو أقل قليلاً، لضمان جاهزيتها لاستقبال الأعداد المتوقعة من الحضور، مع زيادة الوعي الرياضي والرغبة في حضور الفعاليات الرياضية القادمة.
لذلك، أدعو جميع المهتمين بالرياضة والسياسة إلى بذل أقصى الجهود من أجل تشييد هذا الصرح الرياضي الكبير، ليكون بداية حصاد رياضي قادم. إن دعوتنا هذه نابعة من حرصنا على الرياضة وتوفير الملاعب المطلوبة في السنوات القادمة.