اخر الاخبار

كلنا نتذكر أن خطوتنا الأولى نحو الانطلاق والحركة والإبداع في الحياة كانت المدرسة، وما تلاها من إنجازات في مختلف مجالات الحياة. وكلما كانت مسارات الحياة طبيعية، اكتسبنا منها المعارف والعلوم الحياتية، وبدأنا مسيرتنا الطويلة، ومن بينها الرياضة والألعاب التي تحتل مكانة متقدمة. فالمدرسة هي المنطلق الأول للإبداع الرياضي لدى معظم الأطفال، حيث تُسهل مهمة تطوير هذا الإبداع وتعليم التلاميذ أبجديات الحركات والرياضات الأساسية في مسيرتهم. من خلال المدرسة، يبدأ الأطفال بتعلم الحركات والألعاب الصحيحة، وتُقام أولى خطوات التصحيح التي تُؤسس لنجاح الرياضي في مراحله الأولى، خاصة إذا كان معلم الرياضة مختصًا وكفؤًا وملمًا بعلوم الرياضة.

إذن، الرياضة في المدرسة تُعد خطوة أساسية وضرورية؛ فهي بمثابة نقش على الحجر يتعلمه الأطفال ويتقنه الكبار. وقد تأكد لنا ذلك من خلال دروس الرياضة التي رافقتنا في مراحل حياتنا المتقدمة. لقد أدركنا أن الرياضة في المدرسة الابتدائية هي الأساس، فمن حفظها وتعلمها وأتقنها، أصبح من بين المواهب والأبطال ونجوم الرياضة. ومن مارسها كهواية ورغبة، سيكون في أحسن حال، يتمتع بجسم صحي وفكر ناضج وعقل متفتح. هذا ما تعلمناه من معلمينا في المدرسة الابتدائية، التي قدمت لنا جسمًا سليمًا وعقلًا ناضجًا. وفي المراحل المتقدمة من الدراسة، قدم لنا مدرسونا تجارب جديدة وخبرات متراكمة، وكشفوا عن مواهبنا وقدراتنا الكامنة، بالإضافة إلى هواياتنا الرياضية الناضجة.

هنا، يتحول أبناؤنا الرياضيون إلى أدوار جديدة في مجالات رياضية متقدمة، وينتقلون إلى مراحل النضوج التالية، حيث يبرز المبدعون في مجالاتهم الرياضية والتخصصية. وفي هذا السياق، يتحقق الإنجاز العالي لرياضة الوطن. وهذا يتطلب من الرياضيين التوجه إلى الأندية الرياضية والمؤسسات المختصة بصناعة الأبطال.

إذاً، ما تقدم هو التسلسل الطبيعي للمسيرة الرياضية التي تضع المدرسة الابتدائية أسسها الأولية، ويكملها المعلم في المرحلتين المتوسطة والإعدادية، حيث يكون هناك دور تكاملي بينهما في عملية النضوج الرياضي. في مرحلة لاحقة، نواجه الواقع الرياضي في الأندية الرياضية، وننخرط في الحياة العملية ومجالات الإبداع الوطني، مما يسهم في تحقيق البطولات وتقديم الإنجازات الرياضية.

إذاً، كانت خطوتنا الأولى في المجال الرياضي هي المدرسة، حيث قدم لنا معلمونا في المدرسة الابتدائية أولى خطواتنا في درب الرياضة والألعاب. كما غرسوا في قلوبنا حب الرياضة واحترام معلمينا، الذين كانوا بمثابة آباء لنا. ومن خلال هذا الحب، تحولت الرياضة إلى شعار ثابت في قلوبنا: (الرياضة، حب وطاعة واحترام). وقد حافظنا على هذا الشعار عن ظهر قلب، وترك هؤلاء القادة في الرياضة المدرسية آثارًا وحبًا لا يُقاوم للرياضة وألعابها، رغم مرور عشرات السنين.

هنا، أستذكر بعض معلمي الرياضة المدرسية الذين تركوا بصماتٍ واضحة في قلوبنا، مثل الشهيد سلام عادل، وأكرم فهمي، وداود العزاوي، وفاروق فؤاد، ومحمد حسون، وسامي ناجي، وعباس هليل، ومحمود عبشه، وحاتم المختار، والعشرات من معلمي التربية الرياضية. منهم من ترك إرثًا متميزًا في الرياضة المدرسية لدى طلابهم، وكان لهم الفضل الكبير في تقدم الرياضة المدرسية.

إن الرياضة المدرسية هي السند الحقيقي والعمود الفقري الذي تستند عليه علوم الرياضة وألعابها. لذا، نهيب بأحبائنا المسؤولين أن يمنحوا الرياضة المدرسية حقها وتقديرها، ويساهموا في رفع الغبن والإهمال عنها. ولنا عودة.

عرض مقالات: