اخر الاخبار

الموقف من الحريات العامة يحدد هوية النظام السياسي، بين أن يكون ديمقراطيا، او استبداديا، والذعر من ممارسة المواطن لحقّه في المشاركة السياسية وإبداء الرأي في ما يخص مصالح بلاده ، هو التعبير الطبيعي عن الخوف من المستقبل، وتشهد أيامنا اتساعا لافتا لسطوة التنكيل والملاحقة لأصحاب الرأي، فضلا عن توظيف بعض نصوص القانون، وليّ أعناقها وتفسيراتها، لتصبح هراوة في لجم أعرق حق في تاريخ العراق المعاصر، ففي أيار من عام 1914 ألقى شاعر العراق جميل صدقي الزهاوي خطابا مدويا في مجلس المبعوثان في اسطنبول (مجلس النواب) وكان نائبا منتخبا عن لواء العمارة، بدأه بالقول: "لقد أثبت تاريخ الأمم انه كلما أشتد تضييق الخناق على أصحاب الأقلام والأفكار كلما كان الانفجار عظيما وسريعا، وها نحن اليوم نشرع قانونا يرمي إلى محاكمة الكتاب والمفكرين قبل محاكمة المجرمين واللصوص".

إن محاكمات أصحاب الرأي في التاريخ واحدة، بحسب حقيقة أن قضية الحرية واحدة وإن تعددت الأزمان وتنوعت القارات، فيما يتشابه مناهضو الحرية، وجلادو مناضليها في فصيلة الدم، وفي الخوف من الرأي.. وفي المصير.

عرض مقالات: