( 1 )
شاعت أغنية " أبّيتنه إو نلعب بيه " في بداية السبعينيات بعد َ أن غنّاها المطرب / صباح غازي / ضمن الموجه التجديدية في الأغنية العراقية . وأصبحت تُردد كثيرا ً في مناسبات
الأفراح ، يُرددها الشباب والكبار بفرح ٍ غامر ، كما أصبحت اسلوباً وبتهكّم لذيذ للرَد على كل ِّ مَن يعترض على حالة ٍ أو سلوك ٍ لا يروقان له .
عندما تم َّ تسجيل الأغنية اذاعيّا ً وتلفزيونيّا ً ، لم يُذكر، لا اسم الشاعر ولا المُلحّن ، ويّذكر بأن َّ مَن أشار َ على المطرب أن يُغنّيها هو الفنان / منير بشير / . كما نُسب َ الشعر إلى الشاعر الكبير / مظفر النواب / إلّا أن َّ ذلك لم يَتأكّد بوضوح رغم أن َّ الشعر فيه الكثير من الخصائص الشعرية النوّابيّة ، بل الأقرب إلى شعر النوّاب ، وقد كتبت ُ عن ذلك فصلاً في كتابي ( بستان الرازقي – مظفر النوّاب الأسرار القصيّة في الشعر الشعبي العراقي ) .
ومن شعر هذه الأغنية :
أبّيتنه إو نلعب بيه
شلّها غرض بينا الناس
ما بينه
الغمّازه
او لابينه اللمّازه
اولا بينه المَتحب المكتب ..
مَيلَن غاد عن دربنه .
إيد
السرت
بالطيف
حدر
الزلف
تاهت
ربيع
او صيف
( ويّه الولف )
ما ريد درب الخلخال كَرمة عَلي ودّوني .....
( 2 )
قبل أيّام قليلة ، نشرَ السيد (صباح بدر الدريعي) - وهو من المثقفين المهتمّين بالشعر والغناء - على صفحته في الفيس بوك ، تسجيلا ً غنائياً قديما ً للمطربيَن العمارييَن المعروفيَن (جويسم وكَريري) . وقد كانت (البستَه) التي يُرددها ( الكورس ) بين تناوب الموّالات، هي أغنية" ابّيتنه او نلعب بيه " وبالشعر واللحن كما في أغنية / صباح غازي/ .
هذا التسجيل يعود تأريخه ُ إلى الخمسينيات – حسب ممكنات التقدير – وضمن هذا التاريخ كان الشاعر / مظفر النوّاب / قد زار العمارة ، وحضر جلسات غنائية للمطربيَن وأُعجب َ بها وبصوتيهما وطريقة غنائهما ، ولا يُستبعد أن يكون قد كتب َ الشعر لهما وساهم في صياغة اللحن في حينه ، والنّواب أيضاً يُردد هذه الأغنية في جلساته الخاصّة بتفاعل وإحساس عميقين .
فهل يصح القول بعد َ هذه المقاربات ، أن َّ أغنية " ابّيتنه او نلعب بيه " ذات جذر ٍ جنوبي ، والعمارة أصلها وتأصيلها غنائيّا ً ..