اخر الاخبار

لقد شهدنا في الخمسينيات فرقًا عراقية قليلة تلعب في دوري الدرجة الأولى، ثم تطورت هذه الفرق وزاد عددها تدريجيًا إلى أن وصل إلى ثمانية فرق، ثم عشرة فرق، وهكذا. وقد حاول النظام السابق ومسؤولوه توسيع العدد إلى 48 فريقًا بهدف "اللوتو والمقامرة"، وهو ما أدى إلى التلاعب المستمر في عدد الفرق حتى استقر الوضع في النهاية على العدد الحالي الذي يبلغ عشرين فريقًا.

وأعتقد أن العدد المثالي لفرق دوري المحترفين هو 16 فريقًا، لأن زيادة العدد إلى أكثر من ذلك يؤدي إلى الترهل. مستوانا وعدد اللاعبين المشاركين ليس بالمستوى المتقدم، وبالتالي فإن العدد الحالي يفضي إلى ظهور عدد من المحترفين الذين لا يرقون إلى المستوى المطلوب. وقد بدأنا نلمس هذا الواقع بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث بدأت الفرق تقدم لاعبين بمستويات ضعيفة وهابطة. وهذا لا يتناسب مع عدد الفرق الحالي في دوري المحترفين، الذي يصل إلى عشرين فريقًا. دوري المحترفين يجب أن يكون ذا مستوى أعلى وأرقى مما شهدناه في الأعوام الماضية.

لذلك، أرى أن العدد المثالي لفرق دوري المحترفين يجب أن يكون 16 فريقًا، مع هبوط 6 فرق وصعود فريقين. ينبغي أيضًا إجراء منافسات تأهيلية يُصعد منها فريقان، ليكون العدد الإجمالي للفرق في الموسم المقبل 2025-2026 هو 16 فريقًا فقط. وبهذا الشكل يتم تقليص عدد الفرق إلى العدد المطلوب والذي يتماشى مع متطلبات المستوى الاحترافي.

في هذا السياق، يجب على اتحاد كرة القدم العراقي أن يلتزم بشروط واضحة تتعلق بالعدد المسموح به من اللاعبين المحترفين، ويجب أن يقتصر العدد على أربعة لاعبين محترفين فقط بدلاً من ستة كما في هذا الموسم، لضمان وجود عدد أقل من المحترفين في فرق الدوري. ذلك لأننا واجهنا في منافسات دوري المحترفين نقصًا ملحوظًا في الكفاءات العراقية وغياب المستويات المتقدمة من اللاعبين العراقيين في الدوري.

إن تنظيم منافسات دوري المحترفين يجب أن يكون قائمًا على تواجد أكبر عدد من الكفاءات المحلية والمستويات العالية من اللاعبين، فهؤلاء سيوفرون نجوماً ولاعبين كبارًا للمنتخبات الوطنية. كما يجب تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى الحد الأدنى، لأن ضم بعض اللاعبين الأجانب "باسم الاحتراف" يُعد تجاوزًا على مفهوم الاحتراف نفسه. كثير من لاعبينا المبدعين يمتلكون مستويات عالية ومتقدمة، فلماذا نتجه نحو اللاعبين المحترفين الذين قد يكونون دون مستوى لاعبينا؟

إن حشر اللاعبين الأجانب بحجة الاحتراف قد يؤدي إلى تدمير اللاعب العراقي وتحجيم دوره، ما سيؤدي إلى غيابه عن الساحة العراقية، وبالتالي فإن هذا سيلحق ضررًا كبيرًا بكرة القدم العراقية. نحن في مرحلة نمو وبناء لرياضتنا، وإذا استمرينا في تبني توجهات خاطئة فسيؤدي ذلك إلى بناء غير سليم لكرة القدم العراقية.

على قادة الرياضة وكرة القدم أن يؤسسوا لواقع رياضي جديد، مع أنشطة رياضية ذات توجهات صحيحة. ليس من حق المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن ترسم توجهاتنا أو سياساتنا بخصوص كرة القدم. كما لا ينبغي للجنة الأولمبية الدولية أن ترسم واقعنا الأولمبي في جميع الألعاب الرياضية. لدينا لجنة أولمبية وطنية واتحادات رياضية تمتلك برامجها وسياستها الخاصة التي يجب أن تسير وفق السياقات الدولية والقوانين النافذة.

في هذا السياق، أدعو إخواني في الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى ضرورة اتخاذ خطوات واقعية تتناسب مع ظروفنا وإمكاناتنا، مع مراعاة التوجهات الدولية مثل الفيفا. لكن، لا ينبغي أن نساير كل القرارات والتوجهات الدولية إذا كانت لا تتناسب مع واقعنا المحلي. يجب أن نرسم خطوات عملنا بعناية ودقة.

أتمنى أن تكون خطوات الاتحاد العراقي لكرة القدم صائبة وملائمة لما يخدم الكرة العراقية.

عرض مقالات: