اخر الاخبار

اليوم، الأحد، موعدكِ المتأخر مع توقف حرب الابادة عند الرقم 47 ألف قتيل من ابنائكِ، نصفهم أطفال ونساء، إذ تأخر العالم عن انقاذك 15 شهرا منشغلا بآخر أخبار العملة وتجارة السلاح وسوق الرئاسات الفاجرة. لقد صمدتِ عند نقطة التماس مع جنون الموت. كان صديقي الصحفي "هاني حبيب"  الذي أقام وتوفى في غزة قبل الحرب قد كتب لي مرة أنه لن يغادر غزة حتى الموت "وقل حتى إلى دعوة للاستراحة في بوخارست، المدينة التي جمعتنا، وفرقتنا، سنوات" والآن، أعرف ما ذا تعني كلمات الموت والقبر بالنسبة للفلسطيني، معرفتي بدلالة الوصية التي تركها صاحب "المتشائل" إميل حبيبي بالقول: "اكتبوا على رخامة قبري: أنا باقٍ في حيفا" أما صديقي الفلسطيني الأقرب، الكاتب أحمد سيف، فقد خفف عليّ وجع غزة بالإشارة إلى وجع العراق: "قلت لك مرة، إن العراقيين يتحملون القصف والهوان كثيرا" لكن الغزاوزة، يا أحمد، اختصروا محن المدن المسبية في التاريخ، منذ تدمير مقاطعة "ميلوس" من قبل أثينا قبل 7 الاف سنة، فخسرت قطعان نتنياهو المتوحشة فرصة القضاء عليهم، او إجلائهم، في نزهة أيام.

والحال، لم يرتكب الفلسطينيون من خطيئة سوى تسمية مواسم موتهم بمشتقات عن الوجود، والزرع، كل مرة، في الحقول الوعرة، حتى آخر فصول الحصاد المستحيلة.. الفصل الأكثر رعبا في حياتهم وحياتنا، إذ نحتفظ به كأنطولوجيا بعيدا عن الرقابة، كي لا تدنسه أنظمة العرب وعربدة ترامب، وتهديداته. 

عرض مقالات: