بالأمس، كنا نقرأ عن القيادات الرياضية ونرى أن من يتواجدون في الساحة هم عدد محدود من معلمي ومدرسي التربية الرياضية وبعض العاملين في القطاع الرياضي، إضافة إلى رؤساء الفرق الشعبية من المتطوعين وبعض الأفراد العاملين في الأندية الرياضية. أما الأكثرية، فلم يكن لهم أي دور في القطاع الرياضي إلا في حالات نادرة. بسبب هذا الواقع، وجدنا أن العديد من الأشخاص لا يرغبون في العمل الرياضي ولا يتفرغون له. لهذا السبب، كان بعضنا يشغل مواقع في الساحة الرياضية، ويحاول البعض سد الفراغ في هذا النادي أو ذاك الفريق الشعبي.
أما اليوم، ومع انتشار كليات التربية الرياضية والمعاهد الرياضية، وارتفاع مستوى الوعي والإدراك والثقافة الرياضية، بالإضافة إلى توجه الآلاف لممارسة الرياضة بمختلف ألعابها واهتمام الدولة بمؤسساتها، أصبح الوضع مختلفًا. فقد أقرَّ الدستور العراقي الدائم في المادة (36) منه أهمية الرياضة وضرورة ممارستها، مما ساهم في تطوير الفكر الرياضي وتوجهات الشباب من الجنسين (الذكور والإناث) نحو أهمية الرياضة من أجل الصحة والإنجاز. وبدأ العمل الرياضي يأخذ شكلاً جديدًا يشمل الاهتمام والرعاية، إضافة إلى المكاسب المادية بسبب الاحتراف.
بفضل ارتفاع الوعي الجماهيري بالرياضة، توجه الآلاف من الناس لممارسة الرياضة بهدف الحفاظ على صحتهم، ومن مختلف الأعمار وكلا الجنسين. ونتيجة لذلك، حققت الرياضة مكاسب عديدة، في مقدمتها الإيمان بمنهجها وأهميتها وضرورتها للأفراد والمجتمع. ولم تعد الرياضة قضية ترفيه أو قتل وقت فراغ، بل أصبحت حاجة ماسة لكل أفراد المجتمع.
لذا، أصبحت الرياضة تشكل ضرورة مجتمعية لا بد من الاهتمام بها ورعايتها والإشراف عليها، كما ساهم البعض في قيادتها. خاصة بعد أن تحولت إلى شأن عام وصارت مؤسساتها فاعلة ومؤثرة وضرورية بعد أن كانت في الماضي قضية ثانوية ترفيهية. وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية رياضة الإنجاز وتأثيرها، بالإضافة إلى الرياضة من أجل الصحة وأنواع الرياضات المتنوعة التي تسهم في تحقيق أهداف مجتمعية وسياسات رياضية متعددة.
وفيما يخص رياضة الإنجاز والبطولات، فإن بعض المؤسسات الرياضية (أولمبية، اتحادات، أندية رياضية) تشرف على هذا النوع من الرياضة. ومن خلال عملنا في القطاع الرياضي وتجربتنا في الإعلام والصحافة الرياضية، لاحظنا أن البعض من العاملين في المؤسسات الرياضية يؤدي عملاً مشتركًا في أكثر من مؤسسة رياضية، مما يمنع الفرصة للآخرين للمشاركة في العمل الرياضي. وهذا يعد خطأً كبيرًا، لأن احتكار العمل من قبل شخص واحد يحرم الآخرين من فرصة المشاركة ويؤدي إلى ضعف العمل وفشله.
لذلك، نقول لزملائنا العاملين في مؤسسات الرياضة: من أجل أن تبدعوا في عملكم وتحققوا إنجازات رياضية متميزة، عليكم بالتركيز على عمل رياضي واحد. يجب على القيادات في المؤسسات الرياضية أن يتجنبوا التوسع في أعمالهم وأن يقتصروا على منصب واحد، لأن الجمع بين رئاسة اتحاد ورئاسة نادي رياضي، أو حتى الجمع بين عدة مناصب قيادية أو وظائف حكومية، يعد أمرًا غير مناسب. فكيف يمكنكم الإشراف بشكل فعال إذا كنتم مشغولين بعدة مسؤوليات؟
أقول لأحبتي العاملين في الاتحادات والأندية الرياضية: تفرغوا لعمل واحد، كي تبدعوا وتحققوا أفضل الإنجازات والنتائج في مجالاتكم، وامنحوا الفرصة للمبدعين الآخرين من بينكم.