اخر الاخبار

يقولون، لا تقلقوا على العراق، ودعوا أرجلكم بالماء الفاتر، وأن كل شيء تحت السيطرة.. فان الديمقراطية (كما يقولون) ضمانة الاستقرار والسيادة، وهذا نصف الحقيقة عندما نتقصى مصاديق هذا القول في وجهين، الأول، جدية الأخطار والتحديات الخارجية، المُعبّر عنها في عربدة الجيوش والاستنفارات والانشطة المسلحة على طول الحدود، وعلى مرأى منها، وأبعد. والثاني، ما له علاقة بهشاشة نوع الديمقراطية في النظام السياسي القائم، بل وفي التطبيقات المشوهة للوازم الديمقراطية في مجال انتخابات البرلمان والحريات العامة وحقوق التعبير عن الرأي وممارسة الأديان والعقائد، وكذلك في التعدد المخيف للسلطات والصلاحيات، وفي التقليص المنهجي لمبدأ المشاركة في القرارات المصيرية، علما بأن مفهوم الديمقراطية، قدر ما هو واسع سعة التطبيقات التي يشار لها منذ تجربة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد حتى الآن لا يبتعد في مضمونه الفلسفي والتطبيقي معا، عن معنى ترشيد الحكم ليصبح "حكم الشعب لنفسه" بعيدا عن القوة والإكراه والتفويض الثيوقراطي، ويتم هذا عندما يكون المواطن صاحب إرادة حرة. لا يخيف أحدا، ولا يخاف من أحدٍ.. والحال، فهم يتحدثون عن الديمقراطية من على كومة خراب.

عرض مقالات: